للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (٨)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (تَبْتِيلًا) : مَصْدَرٌ عَلَى غَيْرِ الْمَصْدَرِ، وَاقِعٌ مَوْضِعَ تَبَتُّلٍ.

وَقِيلَ: الْمَعْنَى بَتِّلْ نَفْسَكَ تَبْتِيلًا.

قَالَ تَعَالَى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (٩)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ) : يُقْرَأُ بِالْجَرِّ عَلَى الْبَدَلِ، وَبِالنَّصْبِ عَلَى إِضْمَارِ أَعْنِي، أَوْ بَدَلًا مِنِ «اسْمٍ» ، أَوْ بِفِعْلٍ يُفَسِّرُهُ: «فَاتَّخِذْهُ» أَيِ اتَّخِذْ رَبَّ الْمَشْرِقِ. وَبِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، أَوْ مُبْتَدَأٌ، وَ «لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ» الْخَبَرُ.

قَالَ تَعَالَى: (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (١١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالْمُكَذِّبِينَ) : هُوَ مَفْعُولٌ مَعَهُ. وَقِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ.

وَ (النَّعْمَةِ) بِفَتْحِ النُّونِ: التَّنَعُّمُ؛ وَبِكَسْرِهَا: كَثْرَةُ الْخَيْرِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا) : أَيْ تَمْهِيلًا قَلِيلًا، أَوْ زَمَانًا قَلِيلًا.

قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (١٤)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَوْمَ تَرْجُفُ) : هُوَ ظَرْفٌ لِلِاسْتِقْرَارِ فِي خَبَرِ إِنَّ.

وَقِيلَ: هُوَ وَصْفٌ لِعَذَابٍ؛ أَيْ وَاقِعًا يَوْمَ تَرْجُفُ. وَقِيلَ: هُوَ ظَرْفٌ لِأَلِيمٍ.

وَأَصْلُ مَهِيلٍ: مَهْيُولٍ، فَحُذِفَتِ الْوَاوُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ وَسُكِّنَتِ الْيَاءُ؛ وَالْيَاءُ عِنْدَ الْأَخْفَشِ وَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً.

قَالَ تَعَالَى: (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ. . . (١٦)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) : إِنَّمَا أَعَادَهُ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ؛ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ الْأَوَّلُ. فَكَأَنَّهُ قَالَ: فَعَصَاهُ فِرْعَوْنُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>