للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سُورَةُ الْقَدْرِ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)) .

الْهَاءُ فِي: (أَنْزَلْنَاهُ) لِلْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَلَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ هُنَا.

قَالَ تَعَالَى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالرُّوحُ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً، وَ «فِيهَا» الْخَبَرُ، وَأَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى الْفَاعِلِ. وَ «فِيهَا» : ظَرْفٌ، أَوْ حَالٌ. قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) : يَجُوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ الْبَاءُ بِـ «تَتَنَزَّلُ» وَأَنْ تَكُونَ حَالًا.

قَالَ تَعَالَى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (سَلَامٌ هِيَ) : فِي «سَلَامٌ» وَجْهَانِ:

أَحَدُهُمَا: هِيَ بِمَعْنَى مُسَلِّمَةٌ؛ أَيْ تُسَلِّمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ يُسَلِّمُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. وَالثَّانِي: هِيَ بِمَعْنَى سَلَامَةٍ، أَوْ تَسْلِيمٍ؛ فَعَلَى الْأَوَّلِ هِيَ مُبْتَدَأٌ، وَسَلَامٌ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ. وَ «حَتَّى» : مُتَعَلِّقَةٌ بِسَلَامٍ؛ أَيِ الْمَلَائِكَةُ مُسَلِّمَةٌ إِلَى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَرْتَفِعَ «هِيَ» بِسَلَامٍ، عَلَى قَوْلِ الْأَخْفَشِ، وَعَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي: لَيْلَةُ الْقَدْرِ ذَاتُ تَسْلِيمٍ؛ أَيْ ذَاتُ سَلَامَةٍ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ، وَفِيهِ التَّقْدِيرَانِ الْأَوَّلَانِ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ حَتَّى يَنْزِلَ.

وَ (مَطْلَعِ الْفَجْرِ) - بِكَسْرِ اللَّامِ وَفَتْحِهَا لُغَتَانِ. وَقِيلَ: الْفَتْحُ أَقْيَسُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>