للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِعْرَابَ هَذَا الْكَلَامِ فِي قَوْلِهِ: (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ) [الْبَقَرَةِ: ٨٥] (فِيمَا) : هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ. وَ (عِلْمٌ) : مُبْتَدَأٌ، وَلَكُمْ خَبَرُهُ، وَبِهِ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ; لِأَنَّهُ صِفَةٌ لِعِلْمٍ فِي الْأَصْلِ قُدِّمَتْ عَلَيْهِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ الْبَاءُ بِعِلْمٍ ; إِذْ فِيهِ تَقْدِيمُ الصِّلَةِ عَلَى الْمَوْصُولِ، فَإِنْ عَلَّقْتَهَا بِمَحْذُوفٍ يُفَسِّرُهُ الْمَصْدَرُ جَازَ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى تَبْيِينًا.

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (٦٨)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِإِبْرَاهِيمَ) : الْبَاءُ تَتَعَلَّقُ بِأَوْلَى، وَخَبَرُ إِنَّ «لَلَّذِينِ اتَّبَعُوهُ» وَأَوْلَى أَفْعَلُ مِنْ وَلِيَ يَلِي، وَأَلِفُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ ; لِأَنَّ فَاءَهُ وَاوٌ، فَلَا تَكُونُ لَامُهُ وَاوًا ; إِذْ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَا فَاؤُهُ وَلَامُهُ وَاوَانِ إِلَّا وَاوٌ. (وَهَذَا النَّبِيُّ) : مَعْطُوفٌ عَلَى خَبَرِ إِنَّ.

وَيُقْرَأُ «النَّبِيَّ» بِالنَّصْبِ ; أَيْ وَاتَّبَعُوا هَذَا النَّبِيَّ.

قَالَ تَعَالَى: (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَجْهَ النَّهَارِ) : وَجْهَ ظَرْفٌ لِآمِنُوا، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ «وَاكْفُرُوا آخِرَهُ» .

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِأُنْزِلَ.

قَالَ تَعَالَى: (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٧٣)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ) : فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ اسْتِثْنَاءٌ مِمَّا قَبْلَهُ، وَالتَّقْدِيرُ: وَلَا تُقِرُّوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ، فَعَلَى هَذَا اللَّامُ غَيْرُ زَائِدَةٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>