للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَزَاؤُهُمْ بَدَلًا مِنْ أُولَئِكَ بَدَلَ الِاشْتِمَالِ.

قَالَ تَعَالَى: (خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (٨٨)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (خَالِدِينَ فِيهَا) : حَالٌ مِنَ الْهَاءِ وَالْمِيمِ فِي عَلَيْهِمْ، وَالْعَامِلُ فِيهَا الْجَارُّ، أَوْ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ، وَفِيهَا: يَعْنِي اللَّعْنَةَ.

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٩١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (ذَهَبًا) : تَمْيِيزٌ، وَالْهَاءُ فِي بِهِ تَعُودُ عَلَى الْمِلْءِ أَوْ عَلَى ذَهَبٍ.

قَالَ تَعَالَى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (٩٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِمَّا تُحِبُّونَ) : «مَا» بِمَعْنَى الَّذِي، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ. وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً ; لِأَنَّ الْمَحَبَّةَ لَا تُنْفَقُ. فَإِنْ جَعَلْتَ الْمَصْدَرَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، فَهُوَ جَائِزٌ عَلَى رَأْيِ أَبِي عَلِيٍّ. (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ) : قَدْ ذُكِرَ نَظِيرُهُ فِي الْبَقَرَةِ. وَالْهَاءُ فِي: بِهِ تَعُودُ عَلَى «مَا» أَوْ عَلَى «شَيْءٍ» .

قَالَ تَعَالَى: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٣)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (حِلًّا) : أَيْ حَلَالًا، وَالْمَعْنَى كَانَ كُلُّهُ حِلًّا. (إِلَّا مَا حَرَّمَ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ ; لِأَنَّهُ اسْتِثْنَاءٌ مِنَ اسْمِ كَانَ وَالْعَامِلُ فِيهِ كَانَ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهِ حِلًّا، وَيَكُونُ فِيهِ ضَمِيرٌ يَكُونُ الِاسْتِثْنَاءُ مِنْهُ ; لِأَنَّ حِلًّا وَحَلَالًا فِي مَوْضِعِ اسْمِ الْفَاعِلِ بِمَعْنَى الْجَائِزِ وَالْمُبَاحِ. (مِنْ قَبْلِ) : مُتَعَلِّقٌ بِحَرَّمَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>