للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ) (٢٠) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ) : هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: (نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ) [الْمَائِدَةِ: ١١] وَقَدْ ذُكِرَ.

قَالَ تَعَالَى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) (٢١) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (عَلَى أَدْبَارِكُمْ) : حَالٌ مِنَ الْفَاعِلِ فِي تَرْتَدُّوا. (فَتَنْقَلِبُوا) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَجْزُومًا عَطْفًا عَلَى تَرْتَدُّوا، وَأَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا عَلَى جَوَابِ النَّهْيِ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) (٢٢) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَإِنَّا دَاخِلُونَ) : أَيْ: دَاخِلُوهَا، فَحُذِفَ الْمَفْعُولُ لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٢٣) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ) : فِي مَوْضِعِ رَفْعِ صِفَةٍ لِرَجُلَيْنِ، وَيَخَافُونَ صِلَةُ الَّذِينَ، وَالْوَاوُ الْعَائِدُ، وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الْيَاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَلَهُ مَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا: هُوَ مِنْ قَوْلِكَ: خِيفَ الرَّجُلُ؛ أَيْ: خُوِّفَ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى يَخَافُهُمْ غَيْرُهُمْ؛ كَقَوْلِكَ: فُلَانٌ مَخُوفٌ؛ أَيْ: يَخَافُهُ النَّاسُ. (أَنْعَمَ اللَّهُ) : صِفَةٌ أُخْرَى لِرَجُلَيْنِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا، وَقَدْ مَعَهُ مُقَدَّرَةٌ، وَصَاحِبُ الْحَالِ رَجُلَانِ أَوِ الضَّمِيرُ فِي الَّذِينَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>