للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالرَّابِعُ: أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَلِلَّذِينِ مُتَعَلِّقَةٌ بِـ «خَالِصَةٌ» . وَالْخَامِسُ: أَنْ تَكُونَ اللَّامُ حَالًا مِنَ الظَّرْفِ الَّذِي بَعْدَهَا عَلَى قَوْلِ الْأَخْفَشِ. وَالسَّادِسُ: أَنْ تَكُونَ «خَالِصَةً» نَصْبًا عَلَى الْحَالِ، عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ نَصَبَ، وَالْعَامِلُ فِيهَا لِلَّذِينِ، أَوْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا إِذَا جَعَلْتَهُ خَبَرًا، أَوْ حَالًا، وَالتَّقْدِيرُ: هِيَ لِلَّذِينِ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي حَالِ خُلُوصِهِمَا لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ أَيْ: إِنَّ الزِّينَةَ يُشَارِكُونَ فِيهَا فِي الدُّنْيَا، وَتَخْلُصُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَعْمَلَ فِي «خَالِصَةً» زِينَةُ اللَّهِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ وَصَفَهَا بِقَوْلِهِ الَّتِي، وَالْمَصْدَرُ إِذَا وُصِفَ لَا يَعْمَلُ، وَلَا قَوْلُهُ «أَخْرَجَ» لِأَجْلِ الْفَصْلِ الَّذِي بَيْنَهُمَا، وَهُوَ قَوْلُهُ: قُلْ. وَأَجَازَ أَبُو عَلِيٍّ أَنْ يَعْمَلَ فِيهَا «حَرَّمَ» وَهُوَ بَعِيدٌ لِأَجْلِ الْفَصْلِ أَيْضًا. (كَذَلِكَ نُفَصِّلُ) : قَدْ ذَكَرْنَا إِعْرَابَ نَظِيرِهِ فِي الْبَقَرَةِ وَالْأَنْعَامِ.

قَالَ تَعَالَى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (٣٣) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) : بَدَلَانِ مِنَ الْفَوَاحِشِ. وَ (بِغَيْرِ الْحَقِّ) : مُتَعَلِّقٌ بِالْبَغْيِ. وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الضَّمِيرِ الَّذِي فِي الْمَصْدَرِ؛ إِذِ التَّقْدِيرُ: وَإِنْ تَبْغُوا بِغَيْرِ الْحَقِّ. وَعِنْدَ هَؤُلَاءِ يَكُونُ فِي الْمَصْدَرِ ضَمِيرٌ.

قَالَ تَعَالَى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) (٣٤) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (جَاءَ أَجَلُهُمْ) : هُوَ مُفْرَدٌ فِي مَوْضِعِ الْجَمْعِ. وَقَرَأَ ابْنُ سِيرِينَ آجَالُهُمْ عَلَى الْأَصْلِ؛ لِأَنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَجَلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>