للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٣٥) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ صِفَةً لِرُسُلٍ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ رُسُلٍ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الظَّرْفِ.

قَالَ تَعَالَى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ) (٣٧) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنَ الْكِتَابِ) : حَالٌ مِنْ (نَصِيبُهُمْ) .

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ) (٣٨) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ قَبْلِكُمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِـ «خَلَتْ» وَأَنْ يَكُونَ صِفَةً لِأُمَمٍ. وَ (مِنَ الْجِنِّ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي خَلَتْ، أَوْ صِفَةٌ أُخْرَى لِأُمَمٍ. (فِي النَّارِ) : مُتَعَلِّقٌ بِادْخُلُوا. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِأُمَمٍ، أَوْ ظَرْفًا لَخَلَتْ. (ادَّارَكُوا) : يُقْرَأُ بِتَشْدِيدِ الدَّالِّ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَأَصْلُهَا تَدَارَكُوا، فَأُبْدِلَتِ التَّاءُ دَالًا، وَأُسْكِنَتْ لِيَصِحَّ إِدْغَامُهَا، ثُمَّ أُجْلِبَتْ لَهَا هَمْزَةُ الْوَصْلِ؛ لِيَصِحَّ النُّطْقُ بِالسَّاكِنِ، وَيُقْرَأُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدِ الدَّالِ، وَوَزْنُهُ عَلَى هَذَا افْتَعَلُوا، فَالتَّاءُ هُنَا بَعْدَ الدَّالِ مِثْلُ اقْتَتَلُوا. وَقُرِئَ فِي الشَّاذِّ: «تَدَارَكُوا» عَلَى الْأَصْلِ؛ أَيْ: أَدْرَكَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَقُرِئَ «إِذَا إِدَّارَكُوا» بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ عَمَّا قَبْلَهَا وَكَسْرِهَا عَلَى نِيَّةِ

الْوَقْفِ عَلَى مَا قَبْلَهَا وَالِابْتِدَاءِ بِهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>