للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (٤٨) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ) : «غَالِبَ» هُنَا مَبْنِيَّةٌ، وَلَكُمْ فِي مَوْضِعِ رَفْعِ خَبَرِ «لَا» ، وَالْيَوْمَ مَعْمُولُ الْخَبَرِ.

وَ (مِنَ النَّاسِ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي لَكُمْ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ «الْيَوْمَ» مَنْصُوبًا بِـ «غَالِبَ» ، وَلَا مِنَ النَّاسِ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي «غَالِبَ» ؛ لِأَنَّ اسْمَ «لَا» إِذَا عَمِلَ فِيمَا بَعْدَهُ لَا يَجُوزُ بِنَاؤُهُ.

وَالْأَلِفُ فِي «جَارٌ» بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ لِقَوْلِكَ جَاوَرْتُهُ.

وَ (عَلَى عَقِبَيْهِ) : حَالٌ.

قَالَ تَعَالَى: (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٤٩) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ) : أَيِ: اذْكُرُوا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لَزَيَّنَ، أَوْ لِفِعْلٍ مِنَ الْأَفْعَالِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْآيَةِ مِمَّا يَصِحُّ بِهِ الْمَعْنَى.

قَالَ تَعَالَى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (٥٠) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَتَوَفَّى) : يُقْرَأُ بِالْيَاءِ، وَفِي الْفَاعِلِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: «الْمَلَائِكَةُ» ، وَلَمْ يُؤَنَّثْ لِلْفَصْلِ بَيْنَهُمَا، وَلِأَنَّ تَأْنِيثَ الْمَلَائِكَةِ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ «يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ» حَالًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، أَوْ حَالًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا؛ لِأَنَّ فِيهَا ضَمِيرًا يَعُودُ عَلَيْهِمَا. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ مُضْمَرًا؛ أَيْ: إِذْ يَتَوَفَّى اللَّهُ، وَالْمَلَائِكَةُ عَلَى هَذَا مُبْتَدَأٌ،

<<  <  ج: ص:  >  >>