للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (٣٥) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَوْمَ يُحْمَى) : ظَرْفٌ عَلَى الْمَعْنَى؛ أَيْ: يُعَذِّبُهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَقِيلَ: تَقْدِيرُهُ: «عَذَابِ يَوْمِ» ، وَ «عَذَابِ» بَدَلٌ مِنَ الْأَوَّلِ، فَلَمَّا حُذِفَ الْمُضَافُ أَقَامَ الْيَوْمَ مَقَامَهُ، وَقِيلَ التَّقْدِيرُ: اذْكُرْ. وَ (عَلَيْهَا) : فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ لِقِيَامِهِ مَقَامَ الْفَاعِلِ، وَقِيلَ: الْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ مُضْمَرٌ؛ أَيْ: يُحْمَى الْوَقُودُ، أَوِ الْجَمْرُ. (بِهَا) : أَيْ بِالْكُنُوزِ. وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى فِيهَا؛ أَيْ فِي جَهَنَّمَ. وَقِيلَ: «يَوْمَ» ظَرْفٌ لِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ: يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا يُقَالُ لَهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ.

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (٣٦) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ) : «عِدَّةَ» مَصْدَرٌ مِثْلُ الْعَدَدِ. وَ (عِنْدَ) : مَعْمُولٌ لَهُ. وَ «فِي كِتَابِ اللَّهِ» صِفَةٌ لَاثْنَيْ عَشَرَ، وَلَيْسَ بِمَعْمُولٍ لِعِدَّةٍ؛ لِأَنَّ الْمَصْدَرَ إِذَا أُخْبِرَ عَنْهُ لَا يَعْمَلُ فِيمَا بَعْدَ الْخَبَرِ.

وَ (يَوْمَ خَلَقَ) : مَعْمُولٌ لِكِتَابٍ عَلَى أَنَّ «كِتَابًا» هُنَا مَصْدَرٌ لَا جُثَّةٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جُثَّةً، وَيَكُونَ الْعَامِلُ فِي مَعْنَى الِاسْتِقْرَارِ.

وَقِيلَ: «فِي كِتَابِ اللَّهِ» بَدَلٌ مِنْ عِنْدَ؛ وَهُوَ ضَعِيفٌ، لِأَنَّكَ قَدْ فَصَلْتَ بَيْنَ الْبَدَلِ وَالْمُبْدَلِ مِنْهُ بِخَبَرِ الْعَامِلِ فِي الْمُبْدَلِ.

(مِنْهَا أَرْبَعَةٌ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْجُمْلَةُ صِفَةٌ لِاثْنَى عَشَرَ، وَأَنْ تَكُونَ حَالًا مِنِ اسْتِقْرَارٍ، وَأَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>