للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (٧٥) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ) : فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: تَقْدِيرُهُ: عَاهَدَ، فَقَالَ لَئِنْ آتَانَا. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ «عَاهَدَ» بِمَعْنَى «قَالَ» ، إِذِ الْعَهْدُ قَوْلٌ.

قَالَ تَعَالَى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (٧٩) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ) : مُبْتَدَأٌ.

وَ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «الْمُطَّوِّعِينَ» .

وَ (فِي الصَّدَقَاتِ) : مُتَعَلِّقٌ بِيَلْمِزُونَ، وَلَا يَتَعَلَّقُ بِالْمُطَّوِّعِينَ لِئَلَّا يُفْصَلَ بَيْنَهُمَا بِأَجْنَبِيٍّ.

(وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ) : مَعْطُوفٌ عَلَى الَّذِينَ يَلْمِزُونَ. وَقِيلَ: عَلَى الْمُطَّوِّعِينَ؛ أَيْ: وَيَلْمِزُونَ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ. وَقِيلَ: هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَخَبَرُ الْأَوَّلِ عَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا «فَيَسْخَرُونَ» وَدَخَلَتِ الْفَاءُ لِمَا فِي الَّذِينَ مِنَ الشُّبَهِ بِالشَّرْطِ. وَالثَّانِي: أَنَّ الْخَبَرَ «سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ» وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ يُفَسِّرُهُ سَخِرَ تَقْدِيرُهُ: عَابَ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ.

وَقِيلَ: الْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: مِنْهُمُ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ.

قَالَ تَعَالَى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (٨٠) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (سَبْعِينَ مَرَّةً) : هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، وَالْعَدَدُ يَقُومُ مَقَامَ الْمَصْدَرِ؛ كَقَوْلِهِمْ ضَرَبْتُهُ عِشْرِينَ ضَرْبَةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>