للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ تَعَالَى: (عَلَى تَقْوَى) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «أَسَّسَ» ؛ أَيْ: عَلَى قَصْدِ التَّقْوَى؛ وَالتَّقْدِيرُ: قَاصِدًا بِبُنْيَانِهِ التَّقْوَى.

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا لِأَسَّسَ.

(جُرُفٍ) : بِالضَّمِّ وَالْإِسْكَانِ، وَهُمَا لُغَتَانِ.

وَفِي (هَارٍ) : وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَصْلُهُ «هَوَرَ» أَوْ «هَيَرَ» عَلَى فَعَلَ، فَلَمَّا تَحَرَّكَ حَرْفُ الْعِلَّةِ، وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهُ قُلِبَ أَلِفًا؛ وَهَذَا يُعْرَفُ بِالنَّصْبِ وَالرَّفْعِ وَالْجَرِّ مِثْلُ قَوْلِهِمْ:

كَبْشٌ صَافٌ؛ أَيْ: صَوِفٌ، وَيَوْمٌ رَاحٌ؛ أَيْ: ذُو رُوحٍ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ هَاوِرًا، أَوْ هَايِرًا، ثُمَّ أُخِّرَتْ عَيْنُ الْكَلِمَةِ فَصَارَتْ بَعْدَ الرَّاءِ، وَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ حُذِفَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّنْوِينِ، فَوَزْنُهُ بَعْدَ [الْقَلْبِ] فَالِعٌ، وَبَعْدَ الْحَذْفِ فَالٌ، وَعَيْنُ الْكَلِمَةِ وَاوٌ، أَوْ يَاءٌ؛ يُقَالُ: تَهَوَّرَ الْبِنَاءُ وَتَهَيَّرَ.

(فَانْهَارَ بِهِ) : بِهِ هُنَا حَالٌ؛ أَيْ: فَانْهَارَ وَهُوَ مَعَهُ.

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١١١) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) : الْبَاءُ هُنَا لِلْمُقَابَلَةِ، وَالتَّقْدِيرُ: بِاسْتِحْقَاقِهِمُ الْجَنَّةَ.

(يُقَاتِلُونَ) : مُسْتَأْنَفٌ.

(فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) : هُوَ مِثْلُ الَّذِي فِي آخِرِ آلِ عِمْرَانَ فِي وُجُوهِ الْقِرَاءَةِ.

(وَعْدًا) : مَصْدَرٌ؛ أَيْ: وَعَدَهُمْ بِذَلِكَ وَعْدًا، وَ (حَقًّا) : صِفَتُهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>