للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَصْدَرُ بِمَعْنَى اسْمِ الْفَاعِلِ ; أَيْ مُمَتِّعَاتِ الدُّنْيَا، وَيَضْعُفُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا ; إِذْ قَدْ أَمْكَنَ أَنْ يُجْعَلَ صِفَةً.

قَالَ تَعَالَى: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢٤)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ) : الْبَاءُ لِلسَّبَبِ ; أَيِ اخْتَلَطَ النَّبَاتُ بِسَبَبِ اتِّصَالِ الْمَاءِ بِهِ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى خَالَطَهُ نَبَاتُ الْأَرْضِ ; أَيِ اتَّصَلَ بِهِ فَرَبَّاهُ، وَ «مِمَّا يَأْكُلُ» حَالٌ مِنَ النَّبَاتِ. (وَازَّيَّنَتْ) : أَصْلُهُ تَزَيَّنَتْ، ثُمَّ عُمِلَ فِيهِ مَا ذَكَرْنَا فِي (فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا) : [الْبَقَرَةِ: ٧٢] .

وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الزَّايِ وَيَاءٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَهَا، خَفِيفَةَ النُّونِ وَالْيَاءِ ; أَيْ صَارَتْ ذَاتَ زِينَةٍ ; كَقَوْلِكَ: أَجْرَبَ الرَّجُلُ إِذَا صَارَ ذَا إِبِلٍ جَرْبَى. وَصَحَّحَ الْيَاءَ، وَالْقِيَاسُ أَنْ تُقْلَبَ أَلِفًا وَلَكِنْ جَاءَ مُصَحَّحًا كَمَا جَاءَ اسْتَحْوَذَ.

وَيُقْرَأُ «وَازْيَأَنَّتْ» بِزَايٍ سَاكِنَةٍ خَفِيفَةٍ بَعْدَهَا يَاءٌ مَفْتُوحَةٌ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ بَعْدَهَا نُونٌ مُشَدَّدَةٌ وَالْأَصْلُ: وَازْيَانَّتْ، مِثْلُ احْمَارَّتْ، وَلَكِنْ حَرَّكَ الْأَلِفَ فَانْقَلَبَتْ هَمْزَةً كَمَا ذَكَرْنَا فِي «الضَّالِّينَ» .

(تَغْنَ بِالْأَمْسِ) : قُرِئَ فِي الشَّاذِّ. «تَتَغَنَّ» - بِتَاءَيْنِ، وَهُوَ فِي الْقِرَاءَةِ الْمَشْهُورَةِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>