للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ: أَنْ تَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ: بُعِثُوا بِالْبَيِّنَاتِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

قَالَ تَعَالَى: (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٤٧)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (عَلَى تَخَوُّفٍ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْفَاعِلِ، أَوِ الْمَفْعُولِ فِي قَوْلِهِ: «أَوْ يَأْخُذَهُمْ» .

قَالَ تَعَالَى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (٤٨)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَوَلَمْ يَرَوْا) : يُقْرَأُ بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ ; وَقَبْلَهُ غَيْبَةٌ وَخِطَابٌ يُصَحِّحَانِ الْأَمْرَيْنِ (يَتَفَيَّأُ) : يُقْرَأُ بِالتَّاءِ عَلَى تَأْنِيثِ الْجَمْعِ الَّذِي فِي الْفَاعِلِ، وَبِالْيَاءِ لِأَنَّ التَّأْنِيثَ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ. (عَنِ الْيَمِينِ) : وُضِعَ الْوَاحِدُ مَوْضِعَ الْجَمْعِ. وَقِيلَ: أَوَّلُ مَا يَبْدُو الظِّلُّ عَنِ الْيَمِينِ ثُمَّ يَنْتَقِلُ وَيَنْتَشِرُ عَنِ الشِّمَالِ، فَانْتِشَارُهُ يَقْتَضِي الْجَمْعَ. وَ (عَنْ) : حَرْفُ جَرٍّ مَوْضِعُهَا نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ. وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لِلْمُجَاوَزَةِ ; أَيْ تَتَجَاوَزُ الظِّلَالُ الْيَمِينَ إِلَى الشِّمَالِ. وَقِيلَ: هِيَ اسْمٌ ; أَيْ جَانِبُ الْيَمِينِ.

وَ (الشَّمَائِلِ) : جَمْعُ شِمَالٍ. (سُجَّدًا) : حَالٌ مِنَ الظِّلَالِ. وَ (هُمْ دَاخِرُونَ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي «سُجَّدًا» وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا ثَانِيَةً مَعْطُوفَةً.

قَالَ تَعَالَى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٤٩)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>