للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ لَدُنِّي) : يُقْرَأُ بِتَشْدِيدِ النُّونِ، وَالِاسْمُ لَدُنْ، وَالنُّونُ الثَّانِيَةُ وِقَايَةٌ. وَبِتَخْفِيفِهَا، وَفِيهِ وَجْهَانِ:

أَحَدُهُمَا: هُوَ كَذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ حَذَفَ نُونَ الْوِقَايَةِ، كَمَا قَالُوا: قَدْنِي وَقَدِي. وَالثَّانِي أَصْلُهُ لَدُ، وَهِيَ لُغَةٌ فِيهَا، وَالنُّونُ لِلْوِقَايَةِ.

وَ (عُذْرًا) : مَفْعُولٌ بِهِ، كَقَوْلِكَ: بَلَغْتَ الْغَرَضَ.

قَالَ تَعَالَى: (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (٧٧)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا) : هُوَ جَوَابُ إِذَا، وَأَعَادَ ذِكْرَ الْأَهْلِ تَوْكِيدًا.

(أَنْ يَنْقَضَّ) : بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ الْمُشَدَّدَةِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ ; وَهُوَ مِنَ السُّقُوطِ، شُبِّهَ بِانْقِضَاضِ الطَّائِرِ.

وَيَقْرَأُ بِالتَّخْفِيفِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مِنَ النَّقْضِ.

وَيُقْرَأُ بِالْأَلِفِ وَالتَّشْدِيدِ مِثْلَ يَحْمَارُّ.

وَيُقْرَأُ كَذَلِكَ بِغَيْرِ تَشْدِيدٍ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: انْقَاضَ الْبِنَاءُ ; إِذَا تَهَدَّمَ ; وَهُوَ يَنْفَعِلُ.

وَيُقْرَأُ بِالضَّادِ مُشَدَّدَةً مِنْ قَوْلِكَ: انْقَاضَّتِ السِّنُّ، إِذَا انْكَسَرَتْ. .

(لَاتَّخَذْتَ) : يُقْرَأُ بِكَسْرِ الْخَاءِ مُخَفَّفَةً، وَهُوَ مِنْ تَخِذَ يَتَّخِذُ، إِذَا عَمِلَ شَيْئًا.

وَيُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ وَفَتْحِ الْخَاءِ، وَفِيهِ وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هُوَ افْتَعَلَ مِنْ تَخِذَهُ.

وَالثَّانِي: أَنَّهُ مِنَ الْأَخْذِ وَأَصْلُهُ ايْتَخَذَ، فَأُبْدِلَتِ الْيَاءُ تَاءً وَأُدْغِمَتْ، وَأَصْلُ الْيَاءِ الْهَمْزَةُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>