للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيُقْرَأُ تَرَيْنَ - بِإِسْكَانِ الْيَاءِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ - عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُجْزَمْ بِإِمَّا، وَهُوَ بَعِيدٌ.

وَ (مِنَ الْبَشَرِ) : حَالٌ مِنْ «أَحَدًا» ، أَوْ مَفْعُولٌ بِهِ.

قَالَ تَعَالَى: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (٢٧)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَأَتَتْ بِهِ) : الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ حَالٌ ; وَكَذَلِكَ «تَحْمِلُهُ» وَصَاحِبُ الْحَالِ مَرْيَمُ.

وَيَجُوزُ أَنْ يَجْعَلَ «تَحْمِلُهُ» حَالًا مِنْ ضَمِيرِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَ (جِئْتِ) أَيْ فَعَلْتِ، فَيَكُونُ «شَيْئًا» مَفْعُولًا. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا ; أَيْ مَجِيئًا عَظِيمًا.

قَالَ تَعَالَى: (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَنْ كَانَ) : كَانَ زَائِدَةٌ ; أَيْ مَنْ هُوَ فِي الْمَهْدِ. وَ (صَبِيًّا) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْجَارِّ، وَالضَّمِيرُ الْمُنْفَصِلُ الْمُقَدَّرُ كَانَ مُتَّصِلًا بِكَانَ.

وَقِيلَ: كَانَ الزَّائِدَةُ لَا يَسْتَتِرُ فِيهَا ضَمِيرٌ ; فَعَلَى هَذَا لَا تَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرِ هُوَ ; بَلْ يَكُونُ الظَّرْفُ صِلَةَ مَنْ. وَقِيلَ: لَيْسَتْ زَائِدَةً ; بَلْ هِيَ كَقَوْلِهِ: (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) . وَقَدْ ذُكِرَ. وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى صَارَ وَقِيلَ: هِيَ التَّامَّةُ، وَ «مَنْ» بِمَعْنَى الَّذِي. وَقِيلَ: شَرْطِيَّةٌ، وَجَوَابُهَا كَيْفَ.

قَالَ تَعَالَى: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (٣٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَبَرًّا) : مَعْطُوفٌ عَلَى «مُبَارَكًا» وَيُقْرَأُ فِي الشَّاذِّ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَالرَّاءِ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى (الصَّلَاةِ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>