للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَفْعُولًا ثَانِيًا لِاجْعَلْ، وَمَوْعِدًا عَلَى هَذَا مَكَانٌ أَيْضًا ; وَلَا يَنْتَصِبُ بِمَوْعِدٍ ; لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ قَدْ وُصِفَ. وَقَدْ قُرِئَ: سِوَى - بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، عَلَى إِجْرَاءِ الْوَصْلِ مَجْرَى الْوَقْفِ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (قَالَ مَوْعِدُكُمْ) : هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَ «يَوْمُ الزِّينَةِ» بِالرَّفْعِ الْخَبَرُ. فَإِنْ جَعَلْتَ مَوْعِدًا زَمَانًا، كَانَ الثَّانِي هُوَ الْأَوَّلَ، وَإِنْ جَعَلْتَ مَوْعِدًا مَصْدَرًا، كَانَ التَّقْدِيرُ: وَقْتُ مَوْعِدِكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ. وَيُقْرَأُ «يَوْمَ» بِالنَّصْبِ عَلَى أَنْ يَكُونَ «مَوْعِدًا» مَصْدَرًا، وَالظَّرْفُ خَبَرٌ

عَنْهُ ; أَيْ مَوْعِدِكُمْ وَاقِعٌ يَوْمَ الزِّينَةِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي مَعْنَى الْمَفْعُولِ. (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ) : مَعْطُوفٌ، وَالتَّقْدِيرُ: وَيَوْمَ أَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ; فَيَكُونُ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ; أَيْ مَوْعِدُكُمْ أَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ. وَيُقْرَأُ «تَحْشُرَ» عَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ ; أَيْ فِرْعَوْنَ، وَالنَّاسُ نَصْبٌ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (٦١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَيُسْحِتَكُمْ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّهَا، وَالْمَاضِي سَحَتَ وَأَسْحَتَ، لُغَتَانِ، وَانْتَصَبَ عَلَى جَوَابِ النَّهْيِ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (٦٣)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ هَذَيْنِ) : يُقْرَأُ بِتَشْدِيدِ إِنَّ، وَبِالْيَاءِ فِي هَذَيْنِ ; وَهِيَ عَلَامَةُ النَّصْبِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>