للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مِمَّا تَصِفُونَ) : حَالٌ ; أَيْ وَلَكُمُ الْوَيْلُ وَاقِعًا.

وَ «مَا» : بِمَعْنَى الَّذِي، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ، أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ.

قَالَ تَعَالَى: (وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَنْ عِنْدَهُ) : فِيهِ وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: أَنْ تَكُونَ «مَنْ» مَعْطُوفَةً عَلَى «مَنْ» الْأُولَى، وَالْأُولَى مُبْتَدَأٌ، وَ «لَهُ» الْخَبَرُ ; أَوْ هِيَ مَرْفُوعَةٌ بِالظَّرْفِ ; فَعَلَى هَذَا «لَا يَسْتَكْبِرُونَ» : حَالٌ ; إِمَّا مِنْ «مَنْ» الْأُولَى، أَوِ الثَّانِيَةِ عَلَى قَوْلِ مَنْ رَفَعَ بِالظَّرْفِ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الظَّرْفِ الَّذِي هُوَ الْخَبَرُ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي عِنْدَهُ. وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ تَكُونَ «مَنْ» الثَّانِيَةُ مُبْتَدَأً، وَ «لَا يَسْتَكْبِرُونَ» الْخَبَرُ.

قَالَ تَعَالَى: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يُسَبِّحُونَ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ قَبْلَهَا.

وَ (لَا يَفْتُرُونَ) : حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي «يُسَبِّحُونَ» .

قَالَ تَعَالَى: (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (٢١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنَ الْأَرْضِ) : هُوَ صِفَةٌ لِآلِهَةٍ ; أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِاتَّخَذُوا، عَلَى مَعْنَى ابْتِدَاءِ غَايَةِ الِاتِّخَاذِ.

قَالَ تَعَالَى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٢٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا اللَّهُ) : الرَّفْعُ عَلَى أَنْ «إِلَّا» صِفَةً بِمَعْنَى غَيْرِ ; وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا ; لِأَنَّ الْمَعْنَى يَصِيرُ إِلَى قَوْلِكَ: لَوْ كَانَ فِيهِمَا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ; أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَوْ قُلْتَ: مَا جَاءَنِي قَوْمُكَ إِلَّا زَيْدٌ، عَلَى الْبَدَلِ لَكَانَ الْمَعْنَى: جَاءَنِي زَيْدٌ وَحْدَهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>