للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سُورَةُ الْحَجِّ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ) : الزَّلْزَلَةُ مَصْدَرٌ، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْفِعْلِ اللَّازِمِ، أَيْ تَزَلْزَلَ السَّاعَةَ شَيْءٌ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَعَدِّيًا ; أَيْ إِنَّ زِلْزَالَ السَّاعَةِ النَّاسَ ; فَيَكُونُ الْمَصْدَرُ مُضَافًا إِلَى الْفَاعِلِ فِي الْوَجْهَيْنِ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَصْدَرُ مُضَافًا إِلَى الظَّرْفِ.

قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا) : هُوَ مَنْصُوبٌ بِـ «تَذْهَلُ» وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ السَّاعَةِ عَلَى قَوْلِ مَنْ بَنَاهُ، أَوْ ظَرْفًا لِعَظِيمٌ، أَوْ عَلَى إِضْمَارِ اذْكُرْ ; فَعَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ يَكُونُ «تَذْهَلُ» حَالًا مِنْ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ ; أَيْ تَذْهَلُ فِيهَا. . . وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِلزَّلْزَلَةِ ; لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ قَدْ أُخْبِرَ عَنْهُ.

وَ (الْمُرْضِعَةُ) : جَاءَ عَلَى الْفِعْلِ، وَلَوْ جَاءَ عَلَى النَّسَبِ لَقَالَ: مُرْضِعٌ.

وَ (مَا) : بِمَعْنَى مَنْ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً.

وَ (تَرَى النَّاسَ) : الْجُمْهُورُ عَلَى الْخِطَابِ وَتَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ.

وَيُقْرَأُ بِضَمِّ التَّاءِ ; أَيْ وَتَرَى أَنْتَ أَيُّهَا الْمُخَاطَبُ، أَوْ يَا مُحَمَّدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَيُقْرَأُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِرَفْعِ «النَّاسُ» وَالتَّأْنِيثِ عَلَى مَعْنَى الْجَمَاعَةِ.

وَيُقْرَأُ بِالْيَاءِ ; أَيْ وَيَرَى النَّاسُ ; أَيْ يُبْصِرُونَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>