للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْمِيمِ؛ أَيْ يُسْمِعُونَكُمْ جَوَابَ دُعَائِكُمْ إِيَّاهُمْ.

قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (٧٤)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَذَلِكَ) : مَنْصُوبٌ بِـ «يَفْعَلُونَ» .

قَالَ تَعَالَى: (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (٧٧)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي) : أَفْرَدَ عَلَى النَّسَبِ؛ أَيْ ذَوُو عَدَاوَةٍ؛ وَلِذَلِكَ يُقَالُ: فِي الْمُؤَنَّثِ: هِيَ عَدُوٌّ، كَمَا يُقَالُ: حَائِضٌ؛ وَقَدْ سُمِعَ: عَدُوَّةٌ.

(إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ) : فِيهِ وَجْهَانِ؛ أَحَدُهُمَا: هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ تَحْتَ الْأَعْدَادِ. وَالثَّانِي: هُوَ مِنِ الْجِنْسِ؛ لِأَنَّ آبَاءَهُمْ قَدْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَغَيْرَ اللَّهِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

قَالَ تَعَالَى: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (الَّذِي خَلَقَنِي) : «الَّذِي» مُبْتَدَأٌ، وَ «فَهُوَ» : مُبْتَدَأٌ ثَانٍ، وَ «يَهْدِينِي» : خَبَرُهُ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ «الَّذِي» .

وَأَمَّا مَا بَعْدَهَا مِنَ «الَّذِي» فَصِفَاتٌ لِلَّذِي الْأُولَى؛ وَيَجُوزُ إِدْخَالُ الْوَاوِ فِي الصِّفَاتِ. وَقِيلَ: الْمَعْطُوفُ مُبْتَدَأٌ، وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ اسْتِغْنَاءً بِخَبَرِ الْأَوَّلِ.

قَالَ تَعَالَى: (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (٨٥)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ) : أَيْ وَارِثًا مِنْ وَرَثَةِ. . .؛ فَمِنْ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ.

قَالَ تَعَالَى: (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ) : هُوَ بَدَلٌ مِنْ «يَوْمَ» الْأَوَّلِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ) : فِيهِ وَجْهَانِ؛ أَحَدُهُمَا: هُوَ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ؛ أَيْ لَكِنْ مَنْ أَتَى اللَّهَ يَسْلَمُ أَوْ يَنْتَفِعُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>