للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِلِسَانٍ) : يَجُوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ الْبَاءُ بِالْمُنْذِرِينَ، وَأَنْ تَكُونَ بَدَلًا مِنْ «بِهِ» أَيْ نَزَلَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ؛ أَيْ بِرِسَالَةٍ، أَوْ لُغَةٍ.

قَالَ تَعَالَى: (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٩٧)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَوَلَمْ يَكُنْ) : يُقْرَأُ بِالتَّاءِ؛ وَفِيهَا وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هِيَ التَّامَّةُ، وَالْفَاعِلُ «آيَّةٌ» وَ «أَنْ يَعْلَمَهُ» بَدَلٌ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ أَوَلَمْ تَحْصُلْ لَهُمْ آيَةٌ. وَالثَّانِي: هِيَ نَاقِصَةٌ؛ وَفِي اسْمِهَا وَجْهَانِ؛ أَحَدُهُمَا: ضَمِيرُ الْقِصَّةِ، وَ «أَنْ يَعْلَمَهُ» مُبْتَدَأٌ، وَ «آيَةً» خَبَرٌ مُقَدَّمٌ؛ وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ كَانَ. وَالثَّانِي: اسْمُهَا «آيَةٌ» وَفِي الْخَبَرِ وَجْهَانِ؛ أَحَدُهُمَا: «لَهُمْ» وَ «أَنْ يَعْلَمَهُ» بَدَلٌ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ.

وَالثَّانِي: «أَنْ يَعْلَمَهُ» .

وَجَازَ أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ مَعْرِفَةً؛ لِأَنَّ تَنْكِيرَ الْمَصْدَرِ وَتَعْرِيفَهُ سَوَاءٌ، وَقَدْ تَخَصَّصَتْ «آيَةً» بِـ «لَهُمْ» وَلِأَنَّ عِلْمَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُقْصَدْ بِهِ مُعَيَّنٌ.

وَيُقْرَأُ بِالْيَاءِ؛ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ التَّاءِ؛ لِأَنَّ التَّأْنِيثَ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ.

وَقَدْ قُرِئَ عَلَى الْيَاءِ آيَةً بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.

قَالَ تَعَالَى: (وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (١٩٨)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (الْأَعْجَمِينَ) : أَيِ الْأَعْجَمِيِّينَ فَحُذِفَ يَاءُ النِّسْبَةِ، كَمَا قَالُوا: الْأَشْعَرُونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>