للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمنها ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: ((إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان (يعني: عرفة) ، فأخرج من صلبه كلّ ذريَّة ذرأها، فنثرها بين يديه، ثم كلَّمهُم قُبُلاً؛ قال: ألستُ بربِّكُم؟ قالوا: بلى شهدنا ... )) إلى آخر الآية (١) .

وروى الإمام أحمد أيضًا عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: ((يُقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيءٍ؛ أكنت مفتديًا به؟ قال: فيقول: نعم. قال: فيقول: قد أردتُ منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيتَ إلا أن تشرك بي شيئًا)) .

وأخرجاه في ((الصحيحين)) أيضًا (٢) .

- - - - - -


(١) (صحيح لغيره) . رواه أحمد في ((المسند)) (١/٢٧٢) ، وابن جرير في ((التفسير)) (١٥٣٣٨-شاكر) ، وابن أبي عاصم في السنة (رقم ٢٠٢) ، وانظر: ((السلسلة الصحيحة)) (رقم ١٦٢٣) .
(٢) رواه البخاري في الأنبياء، باب خلق آدم وذريته) ، ومسلم في (صفات المنافقين، باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبًا) ، وأحمد في ((المسند)) (٣/١٢٧، ١٢٩) .
... - اعلم ـ وفقني الله وإياك ـ أن أخذ الميثاق والإشهاد عليه من أمور الغيب التي لا تتخيلها عقولنا القاصرة، ويجب علينا الإيمان بهما كسائر الغيبيَّات، ومن أحسن من رأيته أوضح مشكلها وأبانه الشيخ حافظ حكمي في ((معارج القبول)) (١/٨٤-٩٤) ، وللشيخ الألباني عند تخريج حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- السابق في ((السلسلة الصحيحة)) كلام جيد؛ فراجعه إن شئت.

<<  <   >  >>