للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أرى رؤياكم قد تواطأت) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الرؤيا الرؤيا الصالحة) ؟]

فأجاب رحمه الله تعالى: لا أدري ماذا يريد السائل بسؤاله هذا هل يريد أن الرؤيا تثبت بها الأحكام الشرعية أم لا والجواب على ذلك أن الرؤيا الصالحة التي تصدق وتقع هذه تكون جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأما إثبات الأحكام الشرعية بالرؤيا فإن أقرها الشرع ولا يكون ذلك إلا في حياة النبي عليه الصلاة والسلام ثبت الشرع بها لكن بإقرار الشارع لها ذلك كإقرار النبي صلى الله عليه وسلم الآذان الذي رآه عبد الله بن زيد وكذلك هذا الحديث الذي أشار إليه السائل حيث قال عليه الصلاة والسلام (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر) قال العلماء وتثبت الأحكام الفقهية إذا دلت القرائن عليها ولكنه لا يتغير بها شيءياً من أحكام الشرع وإنما تنفذ حسب ما تقتضيه الشريعة وضربوا لذلك مثلاً برؤيا ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه حين رئي في المنام بعد استشهاده في اليمامة وذكر رضي الله عنه ما جرى بعد استشهاده وأوصى بوصية فلما بلغ ذلك أبا بكر رضي الله عنه نفذ وصيته لأنه ذكر أشياء قد ثبتت بالفعل حسب ما ذكرها فكان ذلك قرينة على صدق هذه الرؤيا فنفذ وصيته رضي الله عنه بعد وفاته والمهم أن الأحكام الشرعية لا تثبت بالمرائي أبداًَ إلا إذا أقرها الشرع وذلك لا يكون إلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط أما بعده فإن الرؤيا مهما كانت لا يمكن أن يتغير بها حكم شرعي أبداً.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>