للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السائل من سوريا محمد الأحمد يقول أدخل على بعض المساجد في أوقات الصلاة وأصلى خلف الإمام مع الإخوة المسلمين وأجد أن الإمام يتحرك في بعض الأحيان بغير عذر وعندما أرى ذلك يضيق صدري ويدور التفكير في رأسي هل يجوز التحرك له في الصلاة أم التحرك غير شرعي أفيدوني جزاكم الله خيراً؟

فأجاب رحمه الله تعالى: الحركة في الصلاة تنقسم إلى خمسة أقسام:

حركة واجبة وهي التي يتوقف عليها فعل واجب في الصلاة كما لو كان الإنسان يصلى إلى غير قبلة مثلاً فجاءه من أخبره بأن القبلة عن يمينه أو شماله وجب عليه أن يتحرك إلى القبلة ومن ذلك ما فعله أهل مسجد قباء حين أتاهم آتٍ في صلاة الصبح فأخبرهم بأن القبلة قد حولت من بيت المقدس إلى الكعبة فاستداروا إلى الكعبة وكانت وجوههم إلى الشام هذه الحركة الواجبة

وحركة مستحبة وهي ما يتوقف عليها فعل مستحب في الصلاة كما لو تحرك إلى سد فرجة في الصف سواء كانت الفرجة أمامه أو عن يمينه أو عن يساره فإنه يقرب من جاره ويتقدم إلى الصف الذي أمامه لسد الفرجة فهذه مستحبة

والثالث المباحة وهي الحركة اليسيرة إذا كانت للحاجة مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى بأصحابه وهو يحمل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوها أبو العاصي بن الربيع فإنه كان عليه الصلاة والسلام يصلى وهو حامل هذه البنت فإذا قام حملها وإذا سجد أو ركع وضعها بالأرض فهذا مباح ومن القسم المباح إذا كثرت الحركة لكن للضرورة كما في قوله تعالى (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً) يعني فصلوا ولو أنكم تمشون على أرجلكم أو راكبين

القسم الرابع الحركة المحرمة وهي الحركة الكثيرة التي تبطل بها الصلاة بدون ضرورة فإذا تحرك الإنسان حركة كثيرة بحيث تنافي الصلاة لكثرتها وتواليها وبدون ضرورة فإن صلاته تبطل لأنها محرمة وتبطل الصلاة.

الخامس الحركة المكروهة وهي الحركة اليسيرة بغير حاجة وهذه توجد كثيراً في المصلىن تجدهم يتحركون حركة كثيرة بدون حاجة هذا يصلح ثوبه وهذا ينظر إلى ساعته وهذا يخرج قلمه وهذا يعبث في أنفه أو لحيته وما أشبه ذلك من الحركات التي تشاهد كثيراً فهذه مكروهة وإذا كثرت وتوالت أبطلت الصلاة وصارت محرمة فعلى المرء المسلم المصلى أن يستحضر بأنه واقف بين يدي الله عز وجل فيكون في قلبه من الهيبة والخشوع ما يظهر على جوارحه وقد اشتهر بين الناس حديث لا أصل له وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يعبث في لحيته فقال (لو خشع هذا لخشعت جوارحه) وهذا الحديث لا أصل له ويغني عنه الحديث الصحيح وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) والخشوع من الصلاح فإذا خشع القلب خشعت الجوارح لأنها تبع له.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>