للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من المرسل المواطن عبد الرحمن مجرود عواد الشلالي وردتنا هذه الرسالة يقول فيها عن صلاة الليل كم عدد ركعاتها ومتى وقتها؟]

فأجاب رحمه الله تعالى: ليس لصلاة الليل عدد معين على وجه الحتمية أي لا يجوز النقص منه ولا الزيادة عليه ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة وربما صلى ثلاث عشرة ركعة ولم يحد صلى الله عليه وسلم لأمته حداً معيناً لا يتجاوزنه ولا يقصرون عنه بل سأله رجل كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما تقول في صلاة الليل قال (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدةً فأوترت له ما صلى) ولم يحد له حداً وأمر أن يصلى الإنسان نشاطه فإذا كسل فليرقد فدل هذا على أن الأمر موسع وأن الإنسان إن زاد أو نقص حسب نشاطه وقوته فلا حرج عليه وأما وقت صلاة الليل فهو من بعد صلاة العشاء إذا صلى العشاء وصلى راتبة العشاء بدأ وقت صلاة الليل ولكن أفضلها ما كان بعد النوم من بعد منتصف الليل إلى أن يبقى سدس الليل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أحب القيام إلى الله قيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه) فهذا هو أحسن أوقات صلاة الليل ما بين منتصف الليل إلى أن يبقى نحو سدسه ولكن مع ذلك لو صلى الإنسان قبل أن ينام وأوتر فلا حرج عليه والأفضل له إذا كان يخشى ألا يقوم من آخر الليل أن يوتر قبل أن ينام لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك أبا هريرة وأبا الدرداء وأبا ذر وأما إذا كان يطمع أن يقوم من آخر الليل فإنه يوتر في آخر الليل لأنه أفضل ولأن الصلاة آخر الليل مشهودة.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>