للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الرسالة من المرسل وليد سليمان يقول هل تحية المسجد واجبة وإذا تركتها هل يكون علي إثمٌ وإذا أتيت والإمام صاف للصلاة هل آتي بها بعد الصلاة أم لا؟

فأجاب رحمه الله تعالى: الذي يظهر أن تحية المسجد ليست بواجبة وأنها سنةٌ مؤكدة وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها واحتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة فدخل رجلٌ فجلس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (أصلىت ركعتين قال لا قال قم فصل ركعتين) فقام الرجل فصلى وفي لفظٍ لمسلم (وتجَّوزْ فيهما) فيقولون إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قطع خطبته ليكلم هذا الجالس ويأمره بصلاة ركعتين ومن المعلوم أنه سيشتغل بهما عن استماع الخطبة واستماع الخطبة واجب ولا يتشاغل بالمستحب عن الواجب فدل هذا على وجوبها ولكن هناك أحاديث أخرى تدل على أنها ليست بواجبة فالأظهر أنها سنةٌ مؤكدة لا ينبغي لداخل المسجد أن يدعها لا بعد العصر ولا بعد الفجر ولا في أي وقتٍ يدخل المسجد ليجلس فإنه لا يجلس حتى يصلى ركعتين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلى ركعتين) وأما إذا جاء والإمام يصلى وصلى مع الإمام فإنه لا يأتي بهما بعد فراغ الإمام من الصلاة لأن المقصود هو حصول الصلاة قبل الجلوس أي صلاةٍ كانت ولهذا يستغنى براتبة الفريضة عنهما فهما ليستا ركعتين مقصودتين لذاتهما بل المقصود أن يبدأ الإنسان بالصلاة عند الجلوس في المسجد أياً كانت هذه الصلاة وعلى هذا فلا يعيدها بعد فراغه من صلاة الفريضة وهذه أي تحية المسجد لا يكون عليك إثم إذا تركتها متى قلنا إنها ليست بواجبة.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>