للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّ الموَقَّى مِثلُ ما وُقِّيتُ

يريد التوقية. وكذلك هذه الأشياء.

وأما قوله: دعه إلى ميسوره ودع معسوره، فإنما يجيء هذا على المفعول كأنه قال: دعه إلى أمر يوسر فيه أو يعسر فيه.

وكذلك المرفوع والموضوع، كأنه يقول: له ما يرفعه وله ما يضعه.

وكذلك المعقول، كأنه قال: عقل له شيءٌ، أي حبس له لبه وشدد.

ويستغنى بهذا عن المفعل الذي يكون مصدراً، لأن في هذا دليلا عليه.

[باب ما لا يجوز فيه ما أفعله]

وذلك ما كان أفعل وكان لوناً أو خلقةً. ألا ترى أنك لا تقول: ما أحمره ولا ما أبيضه. ولا تقول في الأعرج: ما أعرجه، ولا في الأعشى: ما أعشاه. إنما تقول: ما أشد حمرته، وما أشد عشاه.

وما لم يكن فيه ما أفعله لم يكن فيه أفعل به رجلاً، ولا هو أفعل منه، لأنك تريد أن ترفعه من غايةٍ دونه، كما أنك إذا قلت ما أفعله فأنت تريد أن ترفعه عن الغاية الدنيا. والمعنى في أفعل به وما أفعله واحد، وكذلك أفعل منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>