للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكل هذا تكررت أوامر الله في قرآنه بإقامة الصلاة، والأمر يدل على وجوب المأمور به، وجاء الأمر الإلهي الصريح بالمحافظة على إقامة الصلوات في أوقاتها، بجميع أركانها وشروطها، واتباع الآداب والسنن المشروعة فيها.

قال الله تعالى:

[سورة البقرة (٢) : الآيات ٢٣٨ الى ٢٣٩]

حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (٢٣٩)

«١» «٢» «٣» [البقرة: ٢/ ٢٣٨- ٢٣٩] .

والصلاة الوسطى في رأي جماهير الناس: هي صلاة العصر، لتوسطها بين صلاتين قبلها وصلاتين بعدها، ولانشغال الناس في آخر اليوم لإنهاء أعمالهم والفراغ من واجباتهم،

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «الصلاة الوسطى: صلاة العصر» .

وتواتر الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال يوم وقعة الأحزاب (الخندق) : «شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا» .

والقنوت في الصلاة وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ معناه طول الركوع والسجود، والخشوع، وغض البصر، وخفض الجناح (التواضع) وإحضار الخشية والتفكير في الوقوف بين يدي الله تعالى.

ودلت الآية السابقة على خطورة الصلاة وأهميتها، فأبانت أنه لا عذر لأحد في ترك الصلاة، مقيما أو مسافرا، صحيحا أو مريضا، حتى في حال الخوف على النفس أو المال أو العرض، فيستطيع المصلي أن يصلي على أي كيفية كانت، راكبا أو ماشيا، سائرا أو وافقا على أي وضع كان، احتراما لوقت الصلاة، فإذا زال الخوف فعلى المؤمنين أن يذكروا الله في الصلاة ويشكروه، كما علمهم ما لم يكونوا يعلمونه، من كيفية الصلاة في حال الأمن والخوف، ففي الحالة الغالبة من الأمن والطمأنينة أمر


(١) صلاة العصر.
(٢) مطيعين لله خاشعين.
(٣) صلوا مشاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>