للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«١» «٢» «٣» «٤» [العنكبوت: ٢٩/ ٦٤- ٦٩] .

وصف الله تعالى واقع الدنيا في هذه الآية بأنها لهو ولعب، أي ما كان منها لغير وجه الله تعالى، فإن ما كان لله تعالى فهو من الآخرة، ذلك أن كل ما كان من أمور الدنيا الزائدة على الضروري الذي به قوام العيش والحياة، والتّقوي على الطاعات، فإنما هو لهو يتلهّى به، ولعب يتسلّى به. وأما الآخرة فهي الحيوان، أي دار الحياة الباقية الخالدة. وهذا الوصف مفيد القوم الذين يعلمون الحقائق، ويدركون المصائر، ومن علم بذلك آثر الباقي على الفاني. والفرق بين اللهو واللعب: أن اللعب إقبال على الباطل، واللهو: إعراض عن الحق. ثم وصف الله المشركين في وقت المحنة:

فإنهم إذا ركبوا في السفينة مثلا، وتعرّضوا لخطر الغرق، دعوا الله وحده ناسين كل صنم وغيره، مخلصين النّية والرغبة إلى الله تعالى، صادقين في توجّههم، فإذا أمنوا ونجوا من الخطر أو الهلاك، عادوا لشركهم، ونادوا أصنامهم وأوثانهم، كافرين بنعمة النجاة. فقوله تعالى: إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ معناه يرجعون إلى ذكر أصنامهم وتعظيمها.

إنهم في بقائهم على الشّرك يؤول أمرهم إلى الكفر بما آتاهم الله من نعم، والتمتع بعبادة الأصنام، فتكون لام لِيَكْفُرُوا ووَ لِيَتَمَتَّعُوا لام العاقبة أو الصيرورة، أو


(١) العبادة والطاعة.
(٢) اللام في: ليكفروا، وليتمتعوا: لام التعليل، والمعنى يشركون ليكونوا كافرين، متمتعين بعبادة الأصنام، أو أنها لام الصيرورة.
(٣) يؤخذون قتلا أو أسرا.
(٤) مكان الإقامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>