للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ولكن الشيطان عدوهما أزلهما عنها، أي أذهبهما وأبعدهما عن الجنة، وأخرجهما من ذلك النعيم، بعد أن أغواهما بالأكل من الشجرة، فحوّلهما من الجنة، قائلا لهما:

فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (٢٠) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ (٢١) [الأعراف: ٧/ ٢٠- ٢١] .

فتغلبت عليهما ووساوس الشيطان، وخرجا من الجنة إلى الأرض، وشقاء الدنيا، وقد نشأت بعدها العداوة بين البشر والشيطان:

إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (٦) [فاطر: ٣٥/ ٦] .

وقال الله لهما: اهبطوا من الجنة إلى الأرض، بعضكم عدوّ بعض، ولكم استقرار في الأرض وتمتّع بنعمها وخيراتها إلى مدة معينة من الزمان. فألهم الله آدم كلمات، فعمل بها هو وزوجته، فقالاها، وتابا توبة خالصة، والكلمات هي قوله تعالى:

قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٢٣) [الأعراف:

٧/ ٢٣] .

وتقبل الله منهما التّوبة، لأنه كثير القبول لتوبه عباده، واسع الرحمة بالعباد، والمغفرة لهم.

وكرر الله تعالى الأمر بالهبوط من الجنة هو وزوجه للتأكيد، وصار الناس في الأرض صنفين: صنف المؤمنين بالله العاملين بطاعته، المتبعين هداه وشرائعه، فهؤلاء آمنون في جنان الخلد في الآخرة، ولا خوف عليهم من مخاوفها وعذابها، ولا يجدون فيها حزنا أو كآبة، أو كربا على ما فاتهم من النعيم في الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>