للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«١» «٢» «٣» «٤» [الأعراف: ٧/ ١٣٠- ١٣٣] .

أقسم الله سبحانه وتعالى عناية بالناس وتربية للنفوس أنه أرسل مع موسى تسع آيات من العقاب لقوم فرعون، ذكر منها هنا سبع آيات عقاب، عوقب بها فرعون وجنوده: وهي أعوام الجدب (السّنون) ونقص الثمار، وطوفان الماء، والجراد (طائر معروف يأكل النبات) والقمّل (سوس القمح: حيوان صغير جدا أسود، أو الدود الذي يأكل الزرع) والضفادع التي ملأت القدور والبيوت، والدم الذي نشأ من تحول ماء البئر، فكان الرجل منهم إذا استقى من البئر، وارتفع الدلو، صار دما.

وذكر الله تعالى إضافة على هذه الآيات السبع آيتين أخريين في سورة يونس، وهما الطمس على الأموال، أي محقها وهلاكها، والتشديد على القلوب. [الآية: ٨٨] .

هذه عقوبات تسع وأنواع من العذاب بعثها الله على قوم فرعون، وأخذها بهم، وقد استعمل القرآن كلمة (أخذ) في العذاب والشدة. وسبب أخذهم بها التوصل إلى إصلاحهم، لعلهم بها يتذكرون ويتعظون. فإن من سنته تعالى أن يرسل الزواجر من الآفات والمصائب تنبيهات لعل أصحابها ترجع وتثوب إلى الله، فإن ثابت واهتدت، كان الخير، وإلا وقع الهلاك المحتوم. لكن المصائب زادت آل فرعون عتوا وبغيا، فإذا جاءت أمة فرعون الحسنة، أي الخصب ونماء الرزق من الثمار والمواشي قالوا: لنا هذا نستحقه بعلمنا ومعرفتنا وتفوقنا، وإن تعرّضوا لسيئة: وهي ما يسوءهم من


(١) يتشاءموا.
(٢) معناه حظهم ونصيبهم من العقاب في الآخرة.
(٣) الماء الكثير. [.....]
(٤) القراد.

<<  <  ج: ص:  >  >>