للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

[هذا نموذج من نظمه لكليلة ودمنة]

...

وهذا أنموذج من نظمه لكليلة ودمنة، يقول في المقدمة:

هذا كتاب أدب ومحنه ... وهو الذي يدعى كليل دمنه

فيه دلالات وفيه رشد ... وهو كتاب وضعته الهند

فوصفوا آداب كل عالم ... حكاية عن ألسَن البهائم

فالحكماء يعرفون فضله ... والسخفاء يشتهون هزله

وهو على ذاك يسير الحففا ... لذّ على اللسان عند اللفظ

يا نفس لا تشاركي الجهّالا ... في حب مذموم كّان قد زالا

يا نفس لا تشقي ولا تُعَنيّ ... في طلب الدنيا ولا تمنيِّ

ما لم ينله أحد إلا ندِمْ ... إذا تولىّ ذاك عنه وسدم

دنياك بالأحباب والإخوان ... كثيرة الآلام والأحزان

وهي وإن نيل بها السرور ... آفاتها وغمها كثير

ويقول في باب الأسد والثور:

وإنّ من كان دنيءَ النّفس ... يرضى من الأرفع بالأخس

كمثل الكلب الشقي البائس ... يفرح بالعظم العتيق اليابس

وإن أهل الفضل لا يرضيهم ... شيء إذا ما كان لا يغنيهم

كالأسد الذي يصيد الأرنبا ... ثم يرى العير المجد هربا

<<  <  ج: ص:  >  >>