للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قول أبي زرعة في سنن ابن ماجة:

قال ابن ماجة: عرضت هذه السنن على أبي زرعة؛ فنظر فيها وقال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها، ثم قال: (لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف) ١.

وعقب الحافظ الذهبي على هذا القول في سير أعلام النبلاء بقوله: (وقول أبي زرعة لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في سنده ضعف، أو نحو ذلك - إن صح- كأنما عنى بثلاثين حديثا، الأحاديث المطرحة الساقطة، وأما الأحاديث التي لا تقوم بها حجة فكثيرة نحو الألف..) ٢.

ونقل ابن الوزير في (تنقيح الأنظار) كلام الذهبي هذا وعقب عليه بقوله: (إنما أراد الذهبي تقليل الأحاديث الباطلة، وأما الأحاديث الضعيفة في عرف أهل الحديث ففيه قدر ألف حديث منها - كما ذكر في النبلاء في ترجمة ابن ماجة - وقدر الباطلة بعشرين حديثا) ٣.

أما الشق الأول من كلام أبي زرعة وهو: (أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها) ؛ فأراد به - والله أعلم - ما ذكره ابن طاهر المقدسي المتوفى سنة ٥٠٧? من (حسن الترتيب، وغزارة الأبواب، وقلة الأحاديث، وترك التكرار، ولا يوجد فيه من النوازل والمقاطيع والمراسيل..)


١ انظر تذكرة الحفاظ ج ٢/٦٣٦، وفي معجم البلدان لياقوت الحموي في مادة (قزوين) (عرضت هذه النسخة) ، وزاد في الخبر بعد قوله في إسناده ضعف (أو قال عشرين أو نحو هذا الكلام) .
٢ انظر سير أعلام النبلاء النسخة المصورة المحفوظة في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
٣ انظر توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار للأمير الصنعاني ج ١/٢٢٣.
٤ انظر كتاب التقييد لرواة السنن والمسانيد لابن نقطة الحنبلي البغدادي المتوفى سنة ٦٢٩? نسخة المتحف البريطاني ورقة (٤٢- ب-) وانظر كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير الذي صنفه أبو القاسم عبد الكريم بن أبي الفضل الرافعي المتوفى سنة ٦٢٣? لأبي حفص ابن الملقن المتوفى سنة ٨٠٤? ج ١/ ورقة ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>