للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

ويلاحظ أن اسم (الواسع) اقترن في سبع آيات -من التسع- التي ورد فيها باسم (العليم) ولعل هذا يشير إلى أن الله سبحانه يعطي من فضله الواسع من يشاء عن كمال العلم بمن يستحق هذا العطاء، سواء أكان هذا العطاء رحمة، أو مغفرة، أو ملكا، أو مالا، أو علما، أو أي نوع من أنواع العطاء، وعطاؤه سبحانه -فضلا عن كونه عن كمال العلم- فهو مع كمال الحكمة، وسعة المغفرة، وفي هذا نجد أن اسمه (الواسع) سبحانه جاء مضافا إلى المغفرة مرة واحدة {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} وجاء مقترنا باسمه (الحكيم) مرة واحدة كذلك {وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً} .

ومعنى (الواسع) الذي يوسع على عباده في دينهم، ولا يكلفهم ما ليس في وسعهم.

وقيل: بمعنى أنه يسع علمه كل شيء كما قال تعالى: {وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} ١ (طه آية ٩٨) .

وقال الفراء الواسع: الجواد الذي يسع عطاؤه كل شيء٢.

وقيل: الواسع: واسع الفضل يوسع على من يشاء من عباده ٣.

وقيل: الواسع: الذي يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال.

وقيل الواسع: واسع الفضل والصفات وعظيمهما، ومن سعته وعلمه وسع لكم الأمر، وقبل منكم المأمور٤.

و (الموسع) : اسم من أسماء الله تعالى على وزن (مُفْعِل) ورد في القرآن الكريم مرة واحدة بصيغة الجمع، بالرفع، في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات آية ٤٧) .

ومعنى (الموسع) : ذو الوسع والسعة، وقيل الموسعون القادرون، فالموسع أي القادر ٥.

وقيل الموسع: أي لأرجاء السماء وأنحائها، وأيضا الموسع على عباده بالرزق الذي ما ترك دابة في مهامه القفار، ولجج البحار، وأقطار العالم العلوي والسفلي، إلا وأوصل إليه من الرزق ما يكفيها، وساق إليها من الإحسان ما يغنيها، فسبحان من عم بجوده جميع المخلوقات، وتبارك الذي وسعت رحمته جميع البريات٦.

وقيل: الواسع: المحيط بكل شيء، من قولهم: "وسع كل شيء علما" أي أحاط به٧.


١ فتح القدير الجزء الأول ص١٣١- ١٣٢.
٢ المرجع السابق ص٢٦٥.
٣ تيسير العلي القدير الجزء الأول ص٩٦.
٤ تيسير الكريم الرحمن الجزء الأول ص٦٢.
٥ فتح القدير الجزء الخامس ص٩١.
٦ تيسير الكريم المنان الجزء الثامن ص٢٨.
٧ مرجع الزجاج ص٥١.