للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- أسند قولك بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة:

إسناد القول بالدليل وخاصة في الأحكام الشرعية، والأحوال الشخصية والأمور المالية والمعاملات والعبادات، والعادات والتقاليد والحوادث والظواهر الطبيعية وغير الطبيعية، وما يبهر الناس اليوم من التقدم العلمي والصناعي وسرعة الاتصال والمواصلات، والمكالمات الهاتفية بجميع أنواعها وأشكالها حتى أصبح العالم، وكأنه قرية واحدة حيث إنك تستطيع أن تكلم الذي في الشرق، أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، بل تستطيع أن تكلم جميع دول العالم، وأنت جالس في مكانك بل وأنت تسير في البر أو البحر، أو الجو فتخبرهم ويخبرونك بما جد وحدث، وقد يأتي أعظم من هذا العلم الذي بهر الناس في هذا الزمان بما هو أشد منه، وأكثر تساؤلًا ودهشة، فالله سبحنه وتعالى كل يوم هو في شأن قال الله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} ١ وأن ما حصل وما سوف يحصل في المستقبل من خلقه وإرادته سبحانه، كل هذا التطور والتغير الذي بهر عقول الناس، وشد انتباهم ما زال يحتاج من الداعية إلى وعي، وإدراك وربط الناس بالخالق سبحانه، وذلك عن طريق البحث الجاد لهذه الأمور، وربطها بالقدرة الإلهية الباهرة والقوة الإلهية القادرة والغالبة، وأن ما يظهر وما يحدث في هذا الكون بتقدير، وعلم مسبق من الخالق المبدع بل هو سبحانه الذي خلقه وقدره، وأوجده من العدم إلى الوجود بدليل قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} ٢ فأنت أيها الإنسان مهما


١ سورة النحل: الآية ٨.
٢ سورة الصافات: الآية ٩٦.

<<  <   >  >>