للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- الداعية والأمن:

الداعية عضو فعال في المجتمع، وله دور كبير وعليه مسئولية عظيمة، وقد تحمل الأمانة التي تبرأت منها السموات والأرض، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا قال الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} ١، من هذا المنطلق ومن هذه الأمانة التي تحملها الإنسان وحملها، وهو مسئول فيما بعد عنها أقام بما يجب عليه تجاه هذه الأمانة أم أنه رقد، وقصر وكسل وتكاسل وترك لأعداء الإسلام المجال، وفتح لهم الباب وسهل لهم الطريق بل عبدها لهم، وتركهم يعيثون في الأرض فسادًا فعلى الداعية أن يقف بكل قوة مع إخوانه المسئولين في الدعوة، وفي الدولة بما يخدم المصلحة العامة، وبما يرفع مستوى الدعاة، فلا يبخل على المسئولين في الدعوة، وفي الدولة بالنصح والتوجيه وإبداء الملاحظات، وإظهار السلبيات لتلافيها، وإبراز الإيجابيات وتطويرها وتنميتها، واعتبار الإيجابيات خطوة أولى إلى الطريق الصحيح تتبعها خطوات أخرى، فإن المسئول عن عمل "ما" هو بحاجة إلى من يبصره بالنواقص، ويبصره بعيوبه فرحم الله من أهدى إلينا عيوبنا، فإن الإنسان لا يعرف نفسه إلا عن طريق الآخرين، والمسلم مرآة أخيه، فالداعية غذا رأى خللا في الدائرة التي يعمل فيها فعليه المبادرة، والإسراع إلى سد ذلك الخلل قبل أن يتسع الخرق على الراقع، ولا تسكت حتى تغرق السفينة، وأنت فيها فإن السكوت منكر وجريمة


١ سورة الأحزاب: الآية ٧٢.

<<  <   >  >>