للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- كن طبيب عصرك فإن لكل داء دواء:

الطبيب هو الذي يعالج من الأدواء، قد يهرع الناس إلى الطبيب زرافات ووحدانا عند الإحساس أو الشعور بأي ألم أو مرض، ولو أن أحدًا أصيب بمرض فلم يذهب للطبيب لامه الناس، وعتبوا عليه واتهموه بالإهمال والتقصير، أليس كذلك؟؟ ولو أن الناس سمعوا بانتشار مرض، أو نزول وباء لأسرعوا إلى مراكز التطعيم المضاد لهذا المرض أو هذا الوباء، وتزاحموا على مراكز التطعيم من كل حدب وصوب، كل هذا محافظة على سلامة الجسم وصحته، هذا شيء طيب ومطلوب ولا بأس أن يتداوى الإنسان، بل هو من الأمور المشروعة المباحة لكن الداعية يكون طبيبًا من نوع آخر، فالطبيب الذي يعمل في المستشفيات، والعيادات الخاصة والعامة طبيب أجسام، والداعية طبيب الروح، فالإنسان مكون من جسم وروح، ولا حياة للجسم بدون روح ولا بقاء للروح بدون جسم. إذًا لا بد من التوازن بين مطالب الروح ومطالب الجسم، إذ إن بينهما ارتباط وثيق فلا بد من التوازن بينهما، فمن الذي يضع التوازن ويهتم به غيرك أيها الداعية الكريم، فأنت طبيب الروح إن كان الطبيب المعروف يعالج الأجسام، فأنت تعالج الروح التي داخل الجسم فهي أدق وأصعب؛ لأنها داخلة وخفية وصعبة الانقياد للعلاج، فمن الأرواح من يقبل العلاج ويقبل عليه وينقاد له، ومنها من يرفضه جملة وتفصيلا ومن الأرواح من يحتاج إلى فترة طويلة تحت العلاج، فمن يقدم هذا العلاج للناس كل الناس إلا الداعية المخلص في دعوته الذي يتنقل من مكان إلى آخر، ويتجول في

<<  <   >  >>