للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النداء السادس: إلى رجال الدعوة الإسلامية والحسبة ١:

هؤلاء هم جزء من العلماء الربانيين، نظرا لما يقومون به من الدعوة إلى الله فهم خير أمة أخرجت للناس: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ٢ وقد أفردتهم هنا بالنداء لما أرى من مسئوليتهم العظيمة عن الدعوة أكثر من غيرهم، والعمل للدعوة يتحتم عليهم أكثر من غيرهم؛ لأنهم قد فرغوا لذلك العمل الدعوي وأخذوا عليه أجرا، فأحببت تذكيرهم بأمر الدعوة وأهميتها، وخاصة في هذا الزمان الذي اختلط فيه الخير بالشر والحق بالباطل، وانتشرت في بلاد المسلمين ملل ونحل مختلفة وديانات متعددة، وتعددت الأحزاب والجماعات، حتى أعجب كل ذي رأي برأيه، وكل فرقة أو جماعة ترى أنها مع الحق وأن الحق معها، وأن غيرها على الباطل، حتى أصبح الحليم حيرانا وأصبح العامة في حيرة من أمرهم لا يدري أحدهم أين الحق، ولا من يتبع ولا إلى أين يسير، والحالة هذه أوجه ندائي هذا إليكم بالقيام بدوركم الحتمي كل فيما يخصه بعينه لا خيار ولا تردد، أنادي رجل الدعوة ورجل الحسبة، في خضم هذه الأمواج المتلاطمة والأحداث المتلاحقة التي عصفت، وما زالت تعصف بهذا الدين وأهله، الدور دوركم والساحة تنتظركم والميدان يدعوكم الناس ينتظرونكم {وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} من يبصر الناس بالحق غيركم؟، من ينير


١ رجال الحسبة هم منسوبوا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "كما هو موجود في المملكة العربية السعودية".
٢ سورة آل عمران: من الآية ١١٠.

<<  <   >  >>