للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

أيها الداعية الكريم أيها الواعظ اللبيب، أيها المسلم الفطن، أبشر بالخير فإنك قد سلكت أفضل الطرق، ونهجت أحسن منهج {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ١، وحين يكون اهتمام الداعية بدعوته، ومجتمعه وأمة الإسلام كاهتمامه برزقه وبيته، وأهله وولده يكون ناجحًا في دعوته عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". مع التزام الصدق في القول والعمل، مع الله ومع الناس، وإذا ألجئت إلى الكذب فلا تقدم عليه، ونذكرك بكلام أبي سفيان مع هرقل حين سأله عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "والله لولا أن يؤثروا عني كذبا لكذبت"، ولقد تجنب هذا الرجل -وكان جاهليًّا- أن يكذب خشية أن ينقلوا عنه الكذب، أو يعيروه به يوما من الأيام مع شدة حاجته إلى الكذب، ونحن نعلم أن أعراض الدعاة اليوم أصبحت هدفا لسهام كثيرة، ولذلك يتعين على الداعية أن يغلق الباب الذي تأتيه منه الريح ليريح، ويستريح ولا يخوض مع الخائضين في أعراض العلماء والدعاة، وغيرهم بل عليه إيقاف مثل هذه التجاوزات المحرمة.

كما أن الإخلاص مطلب أساسي للداعية، وهو يقوم بهذه الرسالة رسالة الدعوة إلى الله. قال الله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} ٢.


١ انظر ص٧.
٢ سورة هود: من الآية ٧.

<<  <   >  >>