للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقد كتب إلى الأمصار: أما بعد فعلموا أولادكم السباحة والفروسية ورووهم ما سار من المثل وحسن من الشعر، وقال١:

قد ينفع الأدب الأحداث في مهل ... وليس ينفع بعد الكبرة الأدب

إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولن تلين إذا قومتها الخشب

ويوصي الأعشى ابنه فيقول٢:

سأوصي بصيرا إن دنوت من البلى ... وكل امرئ يوما سيصبح فانيا

فذا الشنء اشنأه وذا الود فأجزه ... على وده أو زد عليه العلانيا

وإن تقى الرحمن لا شيء مثله ... فصبرا إذا تلقى السحاق الغراثيا

وربك لا تشرك به إن شركه ... يحط من الخيرات تلك البواقيا

بل الله فاعبد لا شريك له ... يكن لك فيما تكدح اليوم راعيا

وإياك والميتات لا تقربنها ... كفى بكلام الله عن ذاك ناهيا

ولا تعدن الناس ما لست منجزا ... ولا تشتمن جارا لطيفا مصافيا

ولا تزهدن في وصل أهل قرابة ... ولا تكن سبعا في العشيرة عاديا

وإن امرؤ أسدى إليك أمانة ... فأوف بها إن مت سميت وافيا

وهذه وصية عبدة بن الطيب لبنيه عندما هرم وضعف:

ابني إني كبرت وقد رابني ... بعدي وفي لمصلح مستمتع

ونصيحة في الصدر صادرة لكم ... ما دمت أبصر في الرجال وأسمع

أوصيكم بتقى الإله فإنه ... يعطي الرغائب من يشاء ويمنع

وببر إليكم طاعة أمره ... إن الأبر من البنين الأطوع

إن الكبير إذا عصاه أهله ... ضاقت يداه بأمره ما يصنع

ودعوا الضغينة لا تكن من شأنكم ... إن الضغائن للقرابة توضع١


١ المفضليات: للضبي ٣٨٤/ ٢.

<<  <   >  >>