للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرقي البشري والتهذيب الأخلاقي؛ حتى يكون مواطنا صالحا وإنسانا مهيئا لخدمة نفسه وأهله ووطنه والإنسانية كلها.

ومن هنا نرى الباحث حين يدرس يختار موضوعا من تراثه الأدبي والعلمي القديم فيعمل على تحقيقه وبعثه من جديد، وهو بهذا العمل يحيي أمجاد أمته ويزيل الغبار عن حضارة ماضيه، ويسمى هذا العمل في ميدان البحث بالتحقيق، وعلى الباحث أن يوضح بالدراسة القيم التي اشتمل عليها السفر المحقق ورأيه القوي المدعم بالبراهين في ذلك.

وقد يتجه الباحث إلى حل مشكلة أدبية قديمة عجز دونها النقاد القدامى لتوفر الدواعي والأسباب لديه، أو دراسة قضية نقدية لم تتضح قبله، وعليه حينئذ أن يعرض القضية كما هي، يضع لها الحلول المدعمة بالأدلة والأقيسة العقلية، ثم يوضح العوامل التي استعان بها في حل القضية، وهل هذه العوامل نبعت من عصر الباحث ولم تتيسر للنقاد القدامى؛ أو كانت موجودة عندهم ولكنهم لم يفطنوا إليها، وهكذا حتى يصل إلى جوهر القضية ويقف القارئ على حقيقتها.

وقد يتناول الباحث موضوعا جديدا لم يسبقه إليه أحد؛ فيوضح نشأته ونموه وقيمته ونتائجه الفعالة؛ التي أسهمت في الرقي الأدبي والعلمي، ويؤيد هذا بقوة الإقناع وروعة التأثير.

وقد يعرض الباحث مدرسة أدبية جديدة أو مذهبا نقديا جديدا، فيبين أصوله ورواده وأثره، وغير ذلك من الدراسات

الدقيقة التي تكشف عن أصالة المدرسة وعراقة المذهب وشخصية الباحث.

وقد يضيف البحث والدرس إلى الأدب والنقد فنا أدبيا جديدا لم يكن موجودا من قبل ذلك، مثل فن المسرحية الشعرية على يد إمامها شوقي، ومن سار على دربه مثل عزيز أباظة وغيره، فيقف هذا الفن الشعري بجوار الفنون القديمة، كالغزل والمديح وغيرها.

<<  <   >  >>