للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدبي، ورسالة، وخطبة، وقصة، وأقصوصة، ومسرحية نثرية وفن السيرة الأدبي وغيرها.

والأدب فن إنساني رفيع يصور مشاعر الإنسان وعواطفه ويجسد خواطر النفس وأحاسيسها؛ فيخرج في صورة جذابة ولوحة فنانة تشد الانتباه وتوقظ المشاعر، وتحرك العواطف وتثير الانفعالات، لأن الأدب وبخاصة الشعر تحمل الكلمة فيه إيحاءات نثرية فوق معناها اللغوي، ويفيض عليها بمدلول شعوري ينبع من شعور الأديب التي يجيش بالعواطف الحارة ومن نفسه المفعمة بالخواطر والأحاسيس.

فالعقل حينما يسجل حقائق التاريخ، أو يقرر قضية في المنطق، أو يحدد معنى لغويا في اللفظ، فإنه يجرد اللفظ من كل الملابسات الحسية والتخييلية، التي أفادها اللفظ من كثرة الاستعمال، وما أفاضت عليه المشاهد والأحداث في الحياة من إيحاءات وإشارات، فكلمة "تضرم" و"تطفئ" في صورة ابن الرومي "للأخرق" التي يقول فيها:

وأخرق تضرمه نفخة ... سقاها وتطفئه تفلة

فأخلاقه تارة وعرة ... وأخلاقه تارة سهلة

فالكلمة الأولى "تضرم" عند المؤرخين والمناطقة واللغويين تفيد الزيادة في الاشتعال، والكلمة الثانية عندهم "تطفئ" تفيد خمود النار وانطفاءها، وحين اختارهما ابن الرومي في الصورة الأدبية، أضاف إلى معناهما المجرد معان كثيرة، وإيحاءات متعددة من مشاهدهما الحسية، التي وضعت من أجلها هاتان

<<  <   >  >>