للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[بين المؤمن والفاجر]

أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفَّأ بالبلاء، والفاجر كالأَرْزَةِ صمَّاءَ معتدلة، حتى يقصمها الله إذا شاء".

بلاغة التصوير الأدبي في ضرب الأمثال: من أبلغ الأساليب في هذا الحديث الشريف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عرضه على سبيل ضرب الأمثال، فقال: "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع" لأن بلاغة المثل ترجع إلى مقومات تسمو إلى أقوى الصور البلاغية وهي:

١- أن المثل يستمد عناصره من الواقع المحسوس كالزرع والريح والأرزة الصماء، فلا تدركُ بالعقل وحده، بل تشترك معه الحواس المختلفة، كالرؤية بالعين الباصرة، فترى سيقان الزرع وفروعه وأوراقه وأزهاره وثماره وحركته وألوانه، وتدركه بالسماع؛ فتسمع الأذن حفيف أوراق الزروع واصطكاك الريح بالأرزة الصماء وقصمها، وتدركه باللمس أيضًا لتشعر بالنعومة أو الخشونة، وبالشم لروائحه وبالتذوق لمطعوماته وغير ذلك مما يدرك بالحواس الكثيرة مع العقل.

٢- أن المثل يعتمد في بلاغته

<<  <   >  >>