للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغه القبض عليه، خرج إلى جهة القلعة فوافا نزول أستاذه مقيدا، فصار يصرخ ويبكي وهو ماشيا معه تجاه فرسه حتى وصل إلى ساحل البحر، فأنزلوا أستاذه في الحراقة ليمضوا به، فاشتد صراخه حتى سقط ميتا، هذا مما شاهدناه بالعين.

واستمر الأمير تغرى بردى المذكور بحبس الأسكندرية مدة إلى أن أفرج عنه، ورسم له بالإقامة بثغر دمياط بطالا، فرام بالثغر المذكور إلى أن نقل إلى دمشق أتابك العساكر بها، عوضا عن الأمير قانى باى الحمزاوي بحكم انتقاله إلى إمرة مائة وتقدمه ألف بالديار المصرية، فاستمر بدمشق إلى أن تجرد الملك الأشرف في سنة ست وثلاثين وثمانمائة إلى آمد بديا بكر وحاصرها، فكان الأمير تغرى بردى هذا ممن توجه إليها مع العساكر الشامية صحبه السلطان، فأصابه سهم في رجله لزم منه الفراش إلى أن مات في شهر شوال من السنة المذكورة، ودفن بآمد، ثم نقل صحبة العساكر في عودهم إلى جهة الديار المصرية في سحلية إلى مدينة الرها، فدفن بها، رحمه الله.

وولى أتابكية دمشق من بعده الأمير قانى باي البهلوان أتابك حلب، وأنعم

<<  <  ج: ص:  >  >>