للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي عن أبي بكر بن أبي الجهم عن عبيد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاة الخوف بذي قرد فصف صفا يوازي العدو.

وقال: فصلى بالصف الذي معه ركعة ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلوا ركعة ثم سلّم فيهم جميعا ثم انصرف وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم صلّى ركعتين ولكل واحد من الفريقين ركعة.

[حديث أبي هريرة في صلاة الخوف]

وروى عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم انه سأل أبا هريرة: هل صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاة الخوف؟ فقال أبو هريرة: نعم، فقال مروان: متى؟ قال: عام غزوة نجد، قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لصلاة العصر. وقامت معه طائفة وطائفة اخرى مما يلي العدو، وأظهرهم إلى القبلة فكبّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكبّر الذين معه، والذين يقاتلون العدو جميعا. ثم ركع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ركعة واحدة وركع معه الطائفة التي تليه ثم سجد وسجدت الطائفة التي تليه. والآخرون قيام مما يلي القوم، وقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقامت معه الطائفة الذين معه فذهبوا إلى العدو، فقاتلوهم فأقبلت الطائفة التي كانت مقابلة العدو وركعوا ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائم كما هو.

ثم قاموا فركع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ركعة أخرى وركعوا معه وسجد، وسجدوا ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلة العدو. فركعوا، وسجدوا ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم قاعد كما هو فثم سلّم وسلموا جميعا، فصلى رسول الله ركعتين. ولكل رجل من الطائفتين ركعتان.

واعلم أن صلاة الخوف جائزة بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دون خلاف في هذا بين العلماء إلّا ما حكى عن أبي يوسف والمزني أنهما قالا: لا يصلي صلاة الخوف بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وليس هذا موضع الكلام طلبهما في هذا بالقدر الذي ذكرت في هذا الموضع ينفع إن شاء الله.

وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ نزلت هذه الآية في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خاصة.

الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزا محاربا وبني أنمار [فهزمهم الله وأحرزوا الذراري والمال] فنزل رسول الله والمسلمون معه ولا يرون من العدو واحدا فوضع الناس أسلحتهم وأمتعتهم من ناحية [وخرج رسول الله] فمشى لحاجات وقد وضع سلاحه حتى قطع «١» الوادي، [والسنماء ترش] فحال الوادي بين رسول الله وبين أصحابه وجلس رسول الله وهوى بصخرة ليضربه غويرث بن الحرث المحاربي، ثم الحضرمي، فقال أصحابه:

يا غويرث. هذا محمد قد انقطع من أصحابه. قال: قتلني الله إن تركته ثم انحدر من الجبل ومعه


(١) في المصادر: درأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>