للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله تعالى: (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) (١٦٣) .

دل على الاتحاد في الذات والصفات واستحالة المثل والاتحاد في الوجوه منفردا بالقدم فانتظم وصفه لنفسه بأنه واحد هذه المعاني..

وقوله: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (١٦٤) :

بيان توحده في أفعاله وأمر لنا بالاستدلال بها ردا على من نفى حجج العقول..

واعلم أن الدلالة الأصلية على الصانع إثبات حدوث الأجسام والجواهر أما قوله تعالى على التفصيل: (إِنَّ فِي خَلْقِ «١» السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو من جهة وقوف السماء على غير عمد ودلالة ذلك من جهة السكون أو الحركة..

وفيه شيء آخر وهو أن وقوف الثقيل بلا مساك «٢» يقله تتعجب منه العامة مع أن الثقل لا معنى له إلا اعتمادات يخلقها الله تعالى وليس يجب هوى الجرم وذهابه في جهة دون جهة من جهة كثرة الأجزاء وقلتها غير أن وقوف العظيم غير هاو متعجّب منه عند من لا يعرف السبب فيه..

ولا سبب للسكون إلا خلق الله تعالى السكون فيه ولا يقف حجر في الهواء من غير علاقة «٣» ودل ذلك على القدرة وخرق العادة:

ولو جاء نبي وتحدى بوقوف جبل في الهواء دون علاقة كان معجزا..


(١) الخلق هنا بمعنى المخلوق إذ الآيات التي تشاهد انما هي في المخلوق الذي هو السماوات والأرض فالاضافة بيانية.
(٢) أي بلا شيء يمسك به يستطيع حمله.
(٣) بكسر العين ما يحمل به.