للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧٢ شرح إعراب سورة الجنّ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[[سورة الجن (٧٢) : آية ١]]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (١)

قرأ جويّة بن عائذ الأسدي «قل أحي إليّ» «١»

قال أبو جعفر: هذا على لغة من قال: وحى يحي. قال العجاج: [الرجز] ٤٩٨- وحى لها القرار فاستقرّت «٢»

والأصل: وحي إليّ فأبدل من الواو همزة مثل أُقِّتَتْ «أنه» في موضع رفع اسم ما لم يسمّ فاعله. والنفر ثلاثة وأكثر. فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً كسرت «إن» لأنها بعد القول فهي مبتدأة. ومعنى عجب عجيب في اللغة على ما ذكره محمد بن يزيد أنه الشيء يقلّ ولا يكاد يوجد مثله.

[[سورة الجن (٧٢) : آية ٢]]

يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (٢)

«لن» تدلّ على المستقبل، والأصل فيهما عند الخليل «٣»

: لا أن، وزعم أبو عبيدة أنه قد يجزم بها.

[[سورة الجن (٧٢) : آية ٣]]

وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (٣)

وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا هذه قراءة المدنيين «٤»

في السورة كلّها إلّا في قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ وفي وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ [الآية: ١٨] وفي وأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ [الآية: ١٦] . وقد زعم بعض أهل اللغة قراءة المدنيين لا يجوز غيرها، وطعن على من قرأ بالفتح لأنه توهم أنه معطوف على أَنَّهُ اسْتَمَعَ. قال أبو جعفر: وذلك غلط لأنه


(١) انظر البحر المحيط ٨: ٣٣٩، معاني الفراء ٣/ ١٩٠.
(٢) مرّ الشاهر رقم (٣٩٨) .
(٣) انظر الكتاب ٣/ ٣.
(٤) انظر تيسير الداني ١٧٥، والبحر المحيط ٨/ ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>