للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[سورة آل عمران (٣) : آية ١٢٠]]

إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (١٢٠)

إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ شرط. تَسُؤْهُمْ مجازاة وكذا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً «١» حذفت الياء لالتقاء الساكنين لأنك لما حذفت الضمة من الراء بقيت الراء ساكنة والياء ساكنة فحذفت الياء وكانت أولى بالحذف لأن قبلها ما يدلّ عليها وحكى الكسائي أنه سمع ضاره يضوره وأجاز لا يَضُرُّكُمْ «٢» وزعم أن في قراءة أبي ابن كعب لا يضرركم فهذه ثلاثة أوجه، وقرأ الكوفيون لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً بضم الراء وتشديدها. وفيه ثلاثة أوجه، والثلاثة ضعاف منها أن يكون في موضع جزم وضمّ لالتقاء الساكنين واختاروا الضمة وفيه ثلاثة أوجه لضمة الضاد، وهذا بعيد لأنه يشبه المرفوع والضم ثقيل وزعم الكسائي والفراء «٣» أنّ ذلك على إضمار الفاء كما قال:

[البسيط] ٨٤-

من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشرّ بالشرّ عند الله مثلان «٤»

وتقدير ثالث يكون لا يضرّكم أن تصبروا وأنشد سيبويه: [الرجز] ٨٥-

إنّك إن يصرع أخوك تصرع «٥»

وزعم الفراء أنه على التقديم والتأخير. وروى المفضّل الضبيّ عن عاصم لا يَضُرُّكُمْ «٦» بفتح الراء لالتقاء الساكنين لخفّة الفتح. والوجه السادس لا يَضُرُّكُمْ بكسر الراء لالتقاء الساكنين.

[[سورة آل عمران (٣) : آية ١٢١]]

وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١)

وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ قال ابن عباس: هذا في يوم أحد.


(١) قراءة السبعة عدا ابن عامر والكوفيين، انظر تيسير الداني ٧٥، والحجة لابن خالويه ٨٨.
(٢) انظر معاني الفراء ١/ ٢٣٢، والبحر المحيط ٣/ ٤٦. [.....]
(٣) انظر معاني الفراء ١/ ٢٣٢، والبحر المحيط ٣/ ٤٦.
(٤) مرّ الشاهد رقم (٣٤) .
(٥) الشاهد لجرير بن عبد الله البجلي في الكتاب ٣/ ٧٦، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٢١، ولسان العرب (بجل) ، وله أو لعمرو بن خثارم العجلي في خزانة الأدب ٨/ ٢٠، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٩٧، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٣٠، ولعمرو بن خثارم البجلي في الدرر ١/ ٢٧٧، وبلا نسبة في جواهر الأدب ٢٠٢، والإنصاف ٢/ ٦٢٣، ورصف المباني ١٠٤، وشرح الأشموني ٣/ ٥٨٦ وشرح التصريح ٢/ ٢٤٩، وشرح عمدة الحافظ ٣٥٤، وشرح المفصل ٨/ ١٥٨، ومغني اللبيب ٢/ ٥٥٣، وقبله:
«يا أقرع بن حابس يا أقرع»
(٦) انظر مختصر ابن خالويه ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>