للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه العلم بل الظن بوقوع المحذر منه.

فَلَمَّا رَأَوْهُ أي الوعد فإنه بمعنى الموعود. زُلْفَةً ذا زلفة أي قرب منهم. سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بأن علتها الكآبة وساءتها رؤية العذاب. وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ تطلبون وتستعجلون تفتعلون من الدعاء، أو تَدَّعُونَ أن لا بعث فهو من الدعوى.

[سورة الملك (٦٧) : الآيات ٢٨ الى ٣٠]

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (٣٠)

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ أماتني. وَمَنْ مَعِيَ مِنَ المؤمنين. أَوْ رَحِمَنا بتأخير آجالنا. فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ أي لا ينجيهم أحد من العذاب متنا أو بقينا، وهو جواب لقولهم نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ.

قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ الذي أدعوكم إليه مولى النعم كلها. آمَنَّا بِهِ للعلم بذلك وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا للوثوق عليه والعلم بأن غيره بالذات لا يضر ولا ينفع، وتقديم الصلة للتخصيص والإِشعار به. فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ منا ومنكم، وقرأ الكسائي بالياء.

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً غائراً في الأرض بحيث لا تناله الدلاء مصدر وصف به. فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ جار أو ظاهر سهل المأخذ.

عن النبي صلّى الله عليه وسلم «من قرأ سورة الملك فكأنما أحيا ليلة القدر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>