للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[سورة هود (١١) : آية ٨]]

وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ مَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨)

وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ الموعود. إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ إلى جماعة من الأوقات قليلة. لَيَقُولُنَّ استهزاء. مَا يَحْبِسُهُ ما يمنعه من الوقوع. أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ كيوم بدر. لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ ليس العذاب مدفوعاً عنهم، ويَوْمَ منصوب بخبر لَيْسَ مقدم عليه وهو دليل على جواز تقديم خبرها عليها. وَحاقَ بِهِمْ وأحاط بهم وضع الماضي موضع المستقبل تحقيقاً ومبالغة في التهديد. ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ أي العذاب الذي كانوا به يستعجلون، فوضع يَسْتَهْزِؤُنَ موضع يستعجلون لأن استعجالهم كان استهزاء.

[سورة هود (١١) : الآيات ٩ الى ١١]

وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ (٩) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠) إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١)

وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ولئن أعطيناه نعمة بحيث يجد لذتها. ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ ثم سلبنا تلك النعمة منه. إِنَّهُ لَيَؤُسٌ قطوع رجاءه من فضل الله تعالى لقلة صبره وعدم ثقته به. كَفُورٌ مبالغ في كفران ما سلف له من النعمة.

وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ كصحة بعد سقم وغنى بعد عدم، وفي اختلاف الفعلين نكتة لا تخفى. لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي أي المصائب التي ساءتني. إِنَّهُ لَفَرِحٌ بطر بالنعم مغتر بها. فَخُورٌ على الناس مشغول عن الشكر والقيام بحقها، وفي لفظ الاذاقة والمس تنبيه على أن ما يجده الإنسان في الدنيا من النعم والمحن كالأنموذج لما يجده في الآخرة، وأنه يقع في الكفران والبطر بأدنى شيء لأن الذوق إدراك الطعم والمس مبتدأ الوصول.

إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا على الضراء إيماناً بالله تعالى واستسلاماً لقضائه. وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ شكراً لآلائه سابقها ولاحقها. أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم. وَأَجْرٌ كَبِيرٌ أقله الجنة والاستثناء من الإنسان لأن المراد به الجنس فإذا كان محلى باللام أفاد الاستغراق ومن حمله على الكافر لسبق ذكرهم جعل الاستثناء منقطعاً.

[[سورة هود (١١) : آية ١٢]]

فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٢)

فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحى إِلَيْكَ تترك تبليغ بعض ما يوحى إليك وهو ما يخالف رأي المشركين مخافة ردهم واستهزائهم به، ولا يلزم من توقع الشيء لوجود ما يدعو إليه وقوعه لجواز أن يكون ما يصرف عنه وهو عصمة الرسل عن الخيانة في الوحي والثقة في التبليغ ها هنا. وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ وعارض لك أحياناً ضيق صدرك بأن تتلوه عليهم مخافة. أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ ينفقه في الاستتباع كالملوك. أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ يصدقه وقيل الضمير في بِهِ مبهم يفسره أَنْ يَقُولُوا. إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ ليس عليك إلا الإِنذار بما أوحي إليك ولا عليك ردوا أو اقترحوا فما بالك يضيق به صدرك. وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ فتوكل عليه فإنه عالم بحالهم وفاعل بهم جزاء أقوالهم وأفعالهم.

[سورة هود (١١) : الآيات ١٣ الى ١٤]

أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لاَّ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>