للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنقصان العقل أو التفريط في النظر، أو لم تقم عليه الحجة لأنه لم يبلغ حد التكليف وإما لأنه يقام مقام الكل كما في قوله: بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ.

[[سورة النحل (١٦) : آية ٨٤]]

وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٨٤)

وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً وهو نبيها يشهد لهم وعليهم بالإيمان والكفر. ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا في الاعتذار إذ لا عذر لهم. وقيل في الرجوع إلى الدنيا. وثُمَّ لزيادة ما يحيق بهم من شدة المنع عن الاعتذار لما فيه من الإقناط الكلي على ما يمنون به من شهادة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ولا هم يسترضون، من العتبى وهي الرضا وانتصاب يوم بمحذوف تقديره اذكر، أو خوفهم أو يحيق بهم ما يحيق وكذا قوله:

[سورة النحل (١٦) : الآيات ٨٥ الى ٨٦]

وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٨٥) وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ (٨٦)

وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ عذاب جهنم. فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ أي العذاب. وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ يمهلون. وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ أوثانهم التي ادعوها شركاء، أو الشياطين الذين شاركوهم في الكفر بالحمل عليه. قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ نعبدهم أو نطيعهم، وهو اعتراف بأنهم كانوا مخطئين في ذلك، أو التماس لأن يشطر عذابهم. فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ أي أجابوهم بالتكذيب في أنهم شركاء الله، أو أنهم ما عبدوهم حقيقة وإنما عبدوا أهواءهم كقوله تعالى: كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ ولا يمتنع إنطاق الله الأصنام به حينئذ، أو في أنهم حملوهم على الكفر وألزموهم إياه كقوله: وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي.

[سورة النحل (١٦) : الآيات ٨٧ الى ٨٨]

وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (٨٧) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (٨٨)

وَأَلْقَوْا وألقى الذين ظلموا. إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ الاستسلام لحكمه بعد الاستكبار في الدنيا.

وَضَلَّ عَنْهُمْ وضاع عنهم وبطل. مَّا كانُوا يَفْتَرُونَ من أن آلهتهم ينصرونهم ويشفعون لهم حين كذبوهم وتبرؤوا منهم.

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بالمنع عن الإسلام والحمل على الكفر. زِدْناهُمْ عَذاباً لصدهم. فَوْقَ الْعَذابِ المستحق بكفرهم. بِما كانُوا يُفْسِدُونَ بكونهم مفسدين بصدهم.

[[سورة النحل (١٦) : آية ٨٩]]

وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩)

وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ يعني نبيهم فإن نبي كل أمة بعث منهم. وَجِئْنا بِكَ يا محمد. شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ على أمتك. وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ استئناف أو حال بإضمار قد.

تِبْياناً بياناً بليغاً. لِكُلِّ شَيْءٍ من أمور الدين على التفصيل أو الإجمال بالإحالة إلى السنة أو القياس.

وَهُدىً وَرَحْمَةً للجميع وإنما حرمان المحروم من تفريطه. وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ خاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>